القوى
الفاعلة في
رواية "اللص و
الكلاب"
القوى الفاعلة و الشخصيات و البنية العاملية و العلاقات...
1ـ جرد القوى الفاعلة:
ساهمت
مجموعة من القوى الفاعلة في تطوير أحداث الرواية، و التأثير
في الشخصيات، و من أبرزها نذكر:
أـ الشخصيات: سعيد مهران ـ عليش سدرة ـ رؤوف علوان ـ الخادم ـ المعلم طرزان ـ نور ـ نبوية ـ الشيخ علي الجنيدي ـ
المريدون ـ سناء ـ المعلم بياظة ـ الشرطة ـ المخبر ـ صاحبة البيت ـ حسين شعبان ـ الطبيب ـ البواب ـ الموظف
ـ السكرتير ـ صبي القهوة ـ أصدقاء الماضي...
ب ـ الأفكار و الأحاسيس و القيم: الغضب ـ الترقب ـ اليأس ـ التعاسة ـ الدهاء ـ
الحزن ـ الكدر ـ الانتقام ـ الخيانة ـ الحرية ـ الغدر ـ
الاحتقار ـ الاستغلال ـ التسامح ـ الخوف ـ الاضطراب ـ التعاطف ـ الحنين ـ تغير القيم – الانتهازية – الحب –
القيم الاشتراكية ـ القناعة ـ الاستسلام ـ البراءة ـ السخرية ـ
قيم الماضي ـ الاختفاء...
1ـ جرد القوى الفاعلة:
ج ـ الأحداث و الأفعال:
الخروج من السجن ـ زيارة بيت عليش ـ لقاء عليش – لقاء سناء ـ رفض سناء لأبيها ـ زيارة الشيخ ـ انتظار رؤوف علون ـ لقاء رؤوف علوان ـ الأكل ـ رفض طلب العمل ـ محاولة
السرقة ـ الفشل ـ زيارة المعلم طرزان ـ الحصول على المسدس ـ لقاء نور ـ السطو على المال و السيارة ـ النوم ـ الحلم ـ ارتكاب الجريمة الأولى ـ
الاختفاء ـ المطاردة ـ التذكر ـ شراء الجريدة ـ الحصول على البدلة ـ محاولة قتل رؤوف علوان ـ ارتكاب الجريمة الثانية ـ الهروب ـ التخفي
ـ التنكر ـ الاستسلام...
د ـ الشخوص الحيوانية: الكلاب البوليسية...
هـ ـ الأمكنة و المؤسسات: السجن ـ عطفة الصيرفي ـ بيت الطلبة ـ شارع محمد علي ـ
شارع النيل ـ كورنيش النيل ـ سكة الإمام ـ فيللا علوان ـ مقر
الصحيفة ـ بيت عليش ـ المقهى ـ بيت الشيخ ـ طريق
الجبل ـ ميدان القلعة ـ بيت نور ـ شارع
نجم الدين ـ المقبرة ـ الصحراء ـ الشارع ـ مرسى القوارب ـ ميدان المعارف ـ عمارة الطلبة ـ سيرك الزيات ـ
المستشفى ـ مشارف الجامعة ـ الطرقات ـ القرافة ـ المكتب ـ صحراء العباسية ـ مدفن
الشهيد...
و ـ الأشياء: المسبحة ـ القلم ـ المسدس ـ الرصاص ـ الهاتف
ـ السيارة ـ المصحف
ـ الكتب ـ البدلة ـ الجرائد ـ النقود ـ الطعام ـ القارب ـ السيجارة ـ الخمر ـ الباب ـ النافذة ـ الحصيرة ـ النخلة ـ البخور ـ الحذاء ـ باب السجن ـ
التاكسي...
2ـ الشخصيات
و تعتبر الشخصيات من أبرز القوى الفاعلة في الرواية، لذلك سنخصص لها محورا خاصا بها. فرواية اللص و الكلاب تتميز باستعمال
شخصيات متعددة و مختلفة من حيث الوضعية الاجتماعية و الحالة النفسية و المنطلقات
الفكرية و كذا من حيث الأهمية. و من أهم تلك الشخصيات
نذكر:
q
ـ الشخصية الرئيسية؛
q
ـ الشخصيات المعارضة؛
q
ـ الشخصيات المساندة؛
q
ـ الشخصية الاستثنائية؛
q
ـ الشخصيات العابرة.
أـ الشخصية الرئيسية: سعيد مهران
أ ـ الشخصية
الرئيسية: يمثلها سعيد
مهران، و هو مركز الأحداث، حيث جعله السارد مدار كل الأفعال و الأحداث.
و قدم لنا معلومات كثيرة عنه، فهو شاب نحيل الجسم، في الثلاثين من عمره، يرمز اسمه إلى عكس ما هو عليه من تعاسة و سوء حظ و معاناة، رغم اتصافه بالمهارة و الذكاء (مهران) اللذين لم يوظفهما بشكل جيد في مشروعه الانتقامي، خاصة عندما نسي بدلته.
ومن صفاته أنه
شاب فقير، يتيم الأبوين، متزوج، ورب لأسرة، و له ابنة، يرتدي
بدلة زرقاء، و حذاء المطاط، ذو أنف طويل، و نظرة حادة و جريئة، متوتر و انفعالي، و يتصف بالتهور، يمثل الطبقة الفقيرة. دفعته الظروف القاسية إلى امتهان السرقة. فهو إنسان مثقف، و كثيرا ما يتفاعل معه السارد، حيث جعل نجيب محفوظ زاوية نظر السارد منحازة
لمواقف هاته الشخصية. ففي كثير من الأحيان يتداخل صوت السارد مع
صوت البطل كما في بداية الفصل الأول: "مرة أخرى
يتنفس الحرية..."؛ " آن للغضب أن ينفجر و أن يحرق..."ص7.
كما تمثل هذه الشخصية كل ما يتعلق بالبساطة، فهو فقير شدة الفقر، لكنه مؤمن
بالقيم التي تربّى عليها، خاصة القيم الاشتراكية التي تعلمها من صديقه رؤوف علوان الذي شجعه
على السرقة، و اعتبرها حقا مشروعا لسرقة الأغنياء، و
استرجاع حقوق الفقراء.
و قد تقلبت به الحياة من حي لآخر، حيث عمل حارسا لعمارة الطلبة، قبل أن يعمل في "سيرك الزيات"، ثم امتهن السرقة و تزوج نبوية، و أنجبا سناء. و من صفاته الأخرى أنه إنسان
متمرد و حاقد على المجتمع، خاصة بعد خروجه من السجن، حيث وجد أن زوجته قد خانته مع تلميذه و صديقه
الوفي عليش، و حرمته من ابنته سناء. كما وجد أن أستاذه
القديم قد تنكر لمبادئه؛ لذلك قرر الانتقام منهم. فارتكب جريمتين بسبب تهوره و تسرعه، و كانت سببا في نهايته، بعد مطاردته من طرف
الشرطة، و استسلامه في المقبرة...
فالبطل في
الرواية يعاني من أزمة روحية عميقة، نتيجة لتعارض
القيم التي تربى عليها، مع القيم المهيمنة في المجتمع الذي يعيش فيه. و هي أزمة لم يتمكن الشيخ الصوفي علي الجنيدي من أن يخفف من تأثيرها عليه.
كما أنه لص لا
يمارس السرقة (عمل
نضالي) إلا ضد طغاة المجتمع و الانتهازيين و الأغنياء...، و يضاف إلى ذلك أنه ذو نزعة إنسانية
نلاحظها في حديثه مع نور.
ب ـ شخصيات تمثل خصوم سعيد مهران:
ـ نبوية: ممشطة الشعر، و
منسابة الضفيرة، و مستديرة الوجه الخمري، ذات أنف قصير و عينين عسليتين، هكذا
وصفها السارد. فهي المرأة التي أحبها البطل
بقوة فخانته مع مساعده و صديقه الوفي "عليش"، فبتواطؤ معه، وشيا به لدى الشرطة، و عند دخوله
السجن طلبت الطلاق بحجة سجنه، ثم تزوجت من عليش، و
استولت على أمواله، و حرمته من ابنته سناء. و هي يتيمة كانت
تعمل لدى سيدة تركية
أرستقراطية عجوز، و عرفت بخادمة الست
التركية. تعرف عليها البطل عندما كان حارسا لعمارة
الطلبة، و تزوج منها في ظروف صعبة، و كافح من أجلها.
و قد كانت تملك جمالا بدويا مثيرا، و هي الصورة التي يتذكرها البطل في الفصل العاشر. فهي إذن
ترمز إلى الخيانة، و الغدر، و الاستغـــلال، و الانتهازية...
ـ عليش سدرة: و صفه السارد بأن له جسم ضخم، ووجه مستدير، و أنف
غليظ، يرتدي جلبابا فضفاضا. و هي صفات تعكس انتهازية هذه
الشخصية، و نفاقها. تمثل هذه الشخصية
فئة عريضة من المجتمع. فهو رجل مُعدم، و شديد الفقر، كان مساعدا للبطل و صديقه الوفي، و كان سعيد يُغدق عليه من الأموال الكثيرة، و يثق فيه ثقة عمياء حيث يقول: "و آمنت بأنني لو أرسلته مع نبوية إلى الصحراء ...، لظل يراني قائما بينه و
بين نبوية فلا يحيد عن الأدب..."ص82. لذلك شعر البطل بخيبة أمل كبيرة عندما علم
أن عليش هو من وشى به، و هو من تزوج نبوية، و استولى على أمواله و ابنته.
لكن من وجهة نظر عليش فهو يعتقد أن ما فعله واجب و مروءة، حيث
يقول: " لم أرتكب
جريمة و لكن القسمة و النصيب، واجب المروءة دفعني إلى ما فعلته..."، فهو إذن يمثل كذلك مبادئ الخيانة و الغدر و النفاق و الاستغلال و الانتهازية...
ـ رؤوف علوان: صديق مهران و أستاذه، و إحدى الشخصيات التي أثرت في حياته. كان يقيم بعمارة الطلبة التي كان يحرسها والد
سعيد مهران، و بعد وفاة الوالد تحمل سعيد مع والدته مسؤولية الحراسة.
و يظهر رؤوف كشخصية متقلبة المزاج و الأفكار، فقد كان طالبا ثوريا، و
متمردا، و مؤمنا بالاشتراكية و مدافعا عنها، و كان رجلا شهما حسب مهران، وتعرض للاعتقال
بسبب أفكاره، و استطاع أن يزرع في عقل مهران الإيمان بمبادئ
الاشتراكية، كما برر له السرقة. يقول سعيد: " أنت لا تقل عظمة عن الشيخ...، أنت أهم ما
لدي في هذه الحياة". لكنه سرعان ما
سيهجر هذه المبادئ لينضم لقائمة البورجوازيين الأثرياء، حيث سيصبح صحفيا ناجحا يأخذ بقيم المجتمع الفاسد، و يتنكر للفقراء، بعد أن كان في
البداية مجرد محرر بمجلة "النذير". يقول سعيد:" هذا هو رؤوف
علوان الحقيقة العارية، جثة عفنة لا يواريها تراب..."، ص 37.
و رغم
أهمية هذه الشخصية إلا أن نجيب محفوظ لم يمنحها مساحة نصية ذات أهمية، باستثناء اللقاء العابر الذي جمعها بالبطل
بعد خروجه من السجن، ليكتشف بعد ذلك أنه مجرد خائن لا يختلف عن نبويــة و عليش، يقول البطل: "سأجد نبوية في
ثياب رؤوف، و رؤوف في ثياب نبوية..."ص37. فهو إذن رمز للخيانة الكبرى، و للبورجوازية المصرية التي صعدت بعد ثورة
الضباط الأحرار، و التي تنكرت لوعودها. فهي إذن لا تستحق الوجود...
ـ المخبر حسب الله: رجل
طويل القامة، و عريض الجسم، ينتعل حذاء حكوميا. فهو يمثل الحكومة و الشرطة و
القانون و التسلط، فهو مجرد انتهازي و متحامل،
تآمر مع عليش و دافع عنه، (العبث بحبات المسبحة). كما عمل على
تهدئة سعيد مهران و تهديده، و كان يستهزئ منه مرات عديدة...
ـ المعلم بياظة: كان
تابعا لسعيد، و شريكه في السرقات قبل سجنه، حيث سيتنكر له أيضا و سيصبح تابعا
لعليش، فهو
خائن و انتهازي كذلك، كباقي الخونة...
ج ـ الشخصيات المتعاطفة مع البطل:
ـ نور: اسمها الحقيقي شلبية، كان أبوها خادما للعمدة. فتاة ليل، نحيلة الجسم، و ذات شعر قصيــر، و وجه اختفى وراء المساحيق. دفعتها الظروف القاسية إلى................