المنهج البنيوي: تعريفه، وعوامل نشأته، وروافده، ومبادئه، ورواده في العالمين العربي و الغربي
recent
مشاركات ساخنة

المنهج البنيوي: تعريفه، وعوامل نشأته، وروافده، ومبادئه، ورواده في العالمين العربي و الغربي

المنهج البنيوي: تعريفه، وعوامل نشأته، وروافده، ومبادئه، ورواده في العالمين العربي و الغربي

المنهج البنيوي: تعريفه، وعوامل نشأته، وروافده، ومبادئه، ورواده في العالمين العربي و الغربي

1ـ تعريف البنيوية:

البنيوية: (نسبة إلى البنية)، هي نظرية تقوم على النظر في البنية الداخلية للأعمال الأدبية بما تشمله من عناصرَ رئيسةٍ تتضمن الكثير من الرموز والدلالات و العلاقات. فهي طريقة وصفية في قراءة النص الأدبي تستند إلى خطوتين أساسيتين هما: التفكيك والتركيب.

    كما أنها لا تهتم بالمضمون المباشر، بل تركز على شكل المضمون وعناصره وبنيته التي تشكل نسقية النص و نظامه. وتركز فقط على ما هو لغوي، و تستقرئ الدوال الداخلية للنص، دون الانفتاح على الظروف السياقية الخارجية التي قد تكون قد أفرزت هذا النص.

   و يعني هذا أن المنهج البنيوي يتعارض مع المناهج الخارجية ـ كالمنهج النفسي والمنهج الاجتماعي والمنهج التاريخي والمنهج البنيوي التكويني ـ التي تنفتح على المرجع النفسي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي.

2ـ تاريخ ظهور البنيوية في الغرب و روادها و مجالاتها:

    لم تظهر المدرسة البنيوية أو المنهج البنيويّ في الساحة النقدية الأدبية إلا في منتصف القرن العشرين، و تحديدًا في فرنسا في عقد الستينيَّات من القرن العشرين، وذلك عندما قام "تودوروف" بترجمة أعمال الشكلانيين الروس إلى اللغة الفرنسية في كتاب بعنوان: "نظرية الأدب، نصوص الشكلانيين الروس".

   كما أن توظيفها لم ينحصر على مجال أدبي واحد بل شمل عدة مجالات أدبية كالبنيوية السردية مع رولان بارت و تودوروف و جيرار جنيت؛ و البنيوية الأسلوبية مع ريفاتير؛   و البنيوية الشعرية مع جان كوهن؛ و البنيوية السيميوطيقية مع غريماس و كورتيس، وغيرها من المجالات التي غزتها البنيوية. 

3ـ مصادر البنيوية وروافدها:

ساهمت مجموعة من النظريات و المدارس و الاتجاهات في ظهور البنيوية نذكر منها:

ـ الفلسفة الظاهراتية: مؤسسها "إدموند هوسرل"، تتميز بحذفها للجانب الميتافيزيقي الغيبي في دراسة الأشياء و الظواهر، و تركيزها على الجوانب التي تتجلى للإدراك...

ـ حركة الشكلانيين الروس: ظهرت في روسيا، وقد دعت إلى العناية بقراءة النص الأدبي من الداخل؛ لأن الأدب نظام لغوي ذا وسائط إشارية (سيميولوجية) للواقع، وليس انعكاسًا للواقع. لذلك استبعدوا علاقة الأدب بالأفكار والفلسفة والمجتمع والتاريخ.

ـ النقد الجديد: ظهر في أربعينيّات القرن العشرين وخمسينياته في أمريكا، فقد رأى أعلامُه أن الشعر هو نوع من الرياضيات الفنية، وأنه لا حاجة فيه للمضمون، وإنما المهم هو القالب الشعري وأنه لا هدف للشعر سوى الشعر ذاتِه.

ـ علم اللسانيات الحديث: و هو أهمُّ مصادر البنيوية، ولا سيما لسانيات "فرديناند دي سوسير"، وعلى الرغم من أنه لم يستعمل كلمة (بنية) فإن الاتجاهات البنيوية كلها قد خرجت من ألسنيَّته، فيكون بذلك قد مهَّد لاستقلال النص الأدبي بوصفه نظامًا لغويًّا خاصًّا، حيث يمثل علم اللغة المنبع الحقيقي لمجموعة من المصطلحات التي استخدمتها البنيوية في مجال النقد الأدبي...

4ـ أهداف البنيوية:

ظهر المنهج البنيوي كردِّ فعلٍ ضدَّ التحليلات التي تربط الأدب بمحيطه الاجتماعي، وبالعوامل الخارجية(النقد الإيديولوجي)، التي انتقدها بشدة و اعتبرها غير علمية. فقد وضع البنيويون نصب أعينهم غاية كبرى تتمثل في:

ـ دراسة أبنية العمل الأدبي وعلاقاتها، و مستوياتها، وكيفية أدائها لوظائفها الجمالية، واختبار لغة الكتابة الأدبية عن طريق رصد مدى تماسكها، وتنظيمها المنطقي والرمزي، ومدى قوّتها وضعفها بصرف النظر عن الحقيقة التي تعكسها، أي المضمون.

    وقد رفعوا شعارًا مهما وهو "النص ولا شيء غير النص"، أي البحث في داخل النص فقط عما يُشكِّل أدبيته، أي طابعه الأدبيوقد حاولوا من خلال ذلك علْمنةَ الأدب(النقد الأدبي)، أي إضفاء الطابع العلمي الموضوعي على عمَلِية الاشتغال عليه، بقصد تجاوز الأحكام المغرضة والإيديولوجية التي قد تشوِّه هذه الممارسة النقدية (في إشارة إلى المناهج الخارجية).

5ـ أهم مبادئ البنيوية:

من أبرز المبادئ التي قامت عليها البنيوية هي مبدأ أنَّ "الأدب نصٌّ مادِّيٌّ تامٌّ منغلق على نفسه"، أي أن دراسة الأعمال الأدبية عملية يجب أن تكون مستقلة عن جميع الجوانب الخارجية...




author-img
موقع عالم اللغة العربية

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
google-playkhamsatmostaqltradent