النص القرائي: "الفداء... حتى النصر"

الرمـــــــــــز: تعريفه، وأنواعه، ووظائفه...

1 ـ تعريف الرمز:

الرمز لغة: الإيماء والإشارة، والعلامة، والإيحـاء؛ واصطلاحا: الرمزية مذهب أدبي ظهر في أوروبا، ينحو المنحى الفلسفي، فيعبر عن المعاني بالرموز و الإيحاء؛ و بالتالي فالرمز أسلوب من أساليب التعـبير غير المباشرة، و الذي لا تقوى على أدائه اللغـة في دلالتها الوضعية العادية.

    فهو إذن وسيلة تعبيرية، وطريقة جديدة في تشكيل المعنى وبنائه في تجديد الرؤيا، باستخدام أسماء أعلام وأماكن...؛ وظفه الشاعر للتعبير عن رؤياه الفنيـــة، وتجربته الشعرية بطريقة إيحائية، تتجاوز التقريرية في المعنى، بالدخـــول في عالم الكشف والغموض و التخيل، بعيدا عن الواقعية، حيث يغدو الشعر نوعا من المعرفة في قراءة المستقبل.

2ـ الرمز في الشعر الحديث:

يقول الشاعر يوسف الخال:

1ـ عرفت إبراهيم، جاري العزيز، من

2ـ زمان، عرفته بئرا يفيض ماؤها،

3ـ وسائر البشر

4ـ تمر لا تشرب منها، لا ولا

5ـ ترمي بها حجر.

6ـ "لو كان لي أن أنشر الجبين

7ـ في سارية الضياء من جديد،

8ـ يقول إبراهيم في وريقة مخضوبة...

فالشاعر وظف رمزا دينيا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام المضحي بابنه، و المتحدي للمشركين وللنار؛ كما وظف رمز المسيح عليه السلام الذي صُلب، و ضحّى بنفسه لينقذ البشرية من المعاناة والعذاب ـ حسب العقيدة المسيحية ـ و ذلك للتعبير عن رؤياه الشعرية بطريقة إيحائية رمزية تتجاوز المباشر و الواقعي...

   أي أن الشاعر يصف معاناة جاره إبراهيم، و مدى استعداده للتضحية من أجل الحياة ومن أجل الآخرين...، فقام بإفراغ حمولة الرمزين في قصيدته للتعبير عن رؤياه حول التضحية و المعاناة والظلم...

3ـ أنواع الرموز:

ـ الرمز الديني: توظيف أسماء الأنبياء و الرسل

ـ الرمز التاريخي: توظيف أسماء شخصيات تاريخية، عرفت بمواقفها وأفكارها ومكانتها في التاريخ الإنساني.

ـ الرمز الأدبي: استعمال أسماء الشعراء و الأدباء و الخطباء مثلا.

ـ الرمز الطبيعي: توظيف أسماء عناصر الطبيعة للتعبير عن تجربة شعرية.

ـ الرمز الشخصي: ابتكار الشاعر لرمز شخصي، دون الاعتماد على أي معين تراثي في خلقه لهذا الرمز.