الجملة في اللغة العربية: تعريفها وأنواعها وأحكامها
recent
مشاركات ساخنة

الجملة في اللغة العربية: تعريفها وأنواعها وأحكامها

الجملة في اللغة العربية: تعريفها وأنواعها وأحكامها

الجملة في اللغة العربية

1ـ تعريف الجملة:

جاء في نظم الأجرومية:

إنّ الكلام عندنا فلتستمع      لفظ مركب مفيد قد وضع

  فالجملة إذن هي الكلام الذي يتركّب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل، مثل:

 ـ الطّقسُ جميلُ؛

 ـ ضربَ الولدُ الكرةَ.

    أي أنها تدل على معنى يحسن السكوت عليه، فجملة: (ضرب زيد الكرة) تدل على معنى مفيد، لذلك تسمى جملة، فهي تجمع بين التّركيب والدّلالة على معنى.

2 ـ أنواع الجملة:


تنقسم الجملة في اللغة العربية إلى قسمين هما:

  • 1ـ الجملة الاسميّة.
  • 2ـ الجملة الفعليّة.

أولا: الجملة الاسمية

أ ـ تعريفها: الجملة الاسميّة هي كل جملة تبتدئ باسم، وتتركّب من ركنين أساسيّين متلازمين هما:  المبتدأ (وهو اسم معرفة)، والخبر ( يجوز أن يكون اسما معرفة أو نكرة)، وحكمهما الإعرابيّ الرّفع.

ب ـ أركانها:

للجملة الاسميّة ركنان أساسيّان متلازمان، هما: المبتدأ والخبر.

أـ المبتدأ:

ـ تعريفه: هو الاسم المعرفة الّذي يقع في أوّل الجملة، لكي نحكم عليه بحكم ما (الطّقسُ جميلٌ ـ الكتابُ مفيدٌ)، ويسمى كذلك المسند إليه.

ـ أحكامه: يجب أن يكون مرفوعا، وقد يُجَرّ بحرف جر زائد أو شبيه بالزّائد؛ ويجب أن يكون معرفة، ولا يبتدأ بنكرة إلا إذا أفادت التّعميم أو التّخصيص أو دلّت على فائدة...

ـ أنواع المبتدأ: المبتدأ لا يكون جملة، فهو كلمة واحدة، نحو: الطّقسُ جميلٌ ـ الأستاذُ غائبٌ. وإن رأينا مبتدأً على هيئة جملة، فهي ليست مبتدأً باعتبارها جملة، بل باعتبارها كلمة واحدة.

وقد يكون المبتدأ اسما صريحا، نحو: زيدٌ غائبٌ؛ أو ضميرا منفصلا، مثل: أنا مجتهدٌ؛ أو مصدراً مؤولا، مثل: "وأَنْ تصوموا خيرٌ لكم"، فتقدير الآية: وصِيامُكُمْ خيرٌ لكم. ونعربها هكذا:

أن: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

تصوموا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ.

خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

لكم: جار ومجرور.

تعريف المبتدأ وتنكيره:

المبتدأ ينبغي أن يكون معرفة، وقد يكون نكرة في مواضع معينة نذكر منها:

ـ أن يكون مؤخرا عن الخبر، مثل: في الصدق نجاةٌ.

أن يكون نكرة مختصة بالوصف، مثل: رجل قويٌّ في السّوق؛ أو التصغير، مثل: ُرجَيْلٌ يتحدّث؛ أو الإضافة، مثل: رجلا معرفة يتحدثان...

ـ أن يكون دالّا على دعاء، مثل: نصرٌ للمؤمنين.

ـ أن يكون المبتدأ واقعا في أول الحال، مثل: كان يعمل وصديق يساعده...

ب ـ الخبر:

ـ تعريفه: هو الحكم الذي نحكم به على المبتدأ ويسمّى المسند (الجوُّ جميلٌ ـ الكتابُ مفيدٌ...)، أي أنّه يكمل الجملة ويتمم معناها، ويحتمل أن يكون معرفة أو نكرة.

ـ حكمه الإعرابي: يكون مرفوعا دائما.

ـ أنواعه: الخبر ثلاثة أقسام، وهي: مفرد، وجملة، و شبه جملة.

أ ـ الخبر المفرد: يكون جامدا، مثل: توبقال جبلٌ؛ أو مشتقّا مثل: زيدٌ مجتهدٌ.

ب ـ الخبر الجملة: وقد تكون الجملة اسميّة، مثل: زيدٌ خُلُقُهُ كَريمٌ؛ أو فعليّة، مثل: زيدٌ يتحدّث بطلاقةٍ.

ج ـ الخبر شبه الجملة: وشبه الجملة هي الجارّ والمجرور، والظّرف، وهما لا يعربان خبرا وإنّما يتعلّقان بكون عام هو الخبر، فيقول النحاة متعلقان بخبر محذوف أو بمحذوف خبر، مثل: الأستاذُ في القاعةِ، والكتابُ فوقَ المكتبِ.

ملحوظة: قد يدخل على المبتدأ و الخبر حرف أو فعل ناسخ دون أن يفقد الجملة اسميّتها مثل:

      إنّ الطّقسَ جميلٌ.

      كان الكتابُ مفيدًا.

والنواسخ الفعلية هي: كان ـ ظلّ ـ بات ـ أصبح ـ أضحى ـ أمسى ـ صار ـ ليس ـ مازال ـ ما برح ـ ما فتئ ـ ما دام ـ ما انفكّ؛ وهي تدخل على الجملة الاسميّة فترفع المبتدأ ويسمّى اسمها، وتنصب الخبر ويسمّى خبرها.

أما النّواسخ الحرفيّة فهي: إنّ ـ أنّ ـ كأنّ ـ لكنّ ـ لَيْتَ ـ لعلّ؛ وهي تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ ويسمّى اسمها، وترفع الخبر فيسمّى خبرها.

ثانيا: الجملة الفعلية

أـ تعريفها: هي الجملة التي تبتدئ بفعل.

ب ـ أركانها: وتتكون من ركنين أساسيّين هما:



  •  ـ الفعل: وهو الحدث الّذي يتمّ بواسطته الرّكن الثّاني.
  •  ـ الفاعل: وهو الّذي يقوم بإحداث الفعل، وحكمه الإعرابيّ الرّفع.

ج ـ أحكام الفعل و الفاعل:

·       لا يكون الفاعل جملة، بل لا بدّ أن يكون كلمة واحدة، وهذه الكلمة إمّا أن تكون:

ـ اسما صريحا، مثل: جاء الولدُ؛

ـ أو مصدرا مؤوّلا، مثل: يسعدني أَنْ تزورني ـ أعجبني ما فعلتَ.

·       وقد يكون الفاعل:

ـ اسما ظاهرا، مثل: جاء محمدٌ؛

ـ أو ضميرا بارزا، مثل: كتبْتُ الدّرسَ ـ كتبْنا الدّرس ـ كتبُوا الدّرسَ ـ كتبَا الدّرسَ ـ تكتبين الدّرسَ ـ يكتبْنَ الدّرسَ؛

ـ أو ضميرا مستترا، مثل: زيدٌ سافرَ ـ هندٌ شرحتِ الدّرسَ ـ أكتبُ الواجبَ ـ نراجعُ معا ـ أراجعُ درْسِي.

    والفاعل لا يُحْذَفُ، بل يُسْتَتَر وجوبا أو جوازا؛ باستثناء المضارع المسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة وقد لحقته النّون. ومن أحكامه أيضا تأخّره عن الفعل؛ والفعل يجب أن يكون مفردا لا تلحقه علامات التّثنية أو الجمع، نحو: جاء الطّالبُ ـ جاء الطّلابُ ـ جاءت الطّالباتُ ـ جاء الطّالبانِ.

    وقد يحذف الفاعل إذا بُنِيَ الفعل للمجهول فيعوّضه نائب الفاعل وهو اسم يَحُلّ مَحَلّ الفاعل المحذوف، ويأخذ أحكامه ويصير أساسيّا في الجملة، وحكمه الرّفع، مثل: فُهِمَ الدّرسُ ـ عُلِمَ انّ زيداً ناجحٌ.

د ـ حالات الفعل الإعرابية:

v   الفعل الماضي:

    للماضي ثلاث حالات في البناء، هي الفتح، والسّكون، والضم:

يُبْنَى على الفتح إذا لم يتّصل به شيء، أو إذا اتّصلت به تاء التّأنيث، وألف الاثنين، مثل: فهمَ الطّالب ـ رمى زيد الكرة ـ فهمَت الطالبة ـ الطالبان فهمَا.

2ـ يبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك "تُ ـ تِ ـ تَ ـ تُمَا ـ نَا ـ تُمْ ـ تُنَّ ـ نون النسوة"، مثل: دخلْتُ ـ دخلْتَ ـ دخلْتِ ـ دخلْتما...الخ.

يبنى على الضم عند اتصاله بواو الجماعة، مثل: الطّلّاب دخلُوا.

v   فعل الأمر: يُبْنَى على ما يُجْزَمُ به مضارعه، أي يُبْنَى على:

السكون إذا لم يتصل به شيء، مثل: ذاكرْ تنجحْ؛ أو اتصلت به نون النسوة، مثل: ادخُلْنَ.

حذف حرف العلّة إذا كان معتلّا، مثل: اسعَ في الخير.

حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين، مثل: اُدْخُلا؛ أو واو الجماعة، مثل: اُدْخُلُوا؛ أو ياء المخاطبة، مثل: اُدْخُلِي.

يُبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التّوكيد المباشرة، مثل: ادخلَنَّ إلى القاعة.

v   الفعل المضارع: معرب ويكون مرفوعا، مثل: يدخلُ ـ أدخلُ ـ تدخلُ...؛ أو منصوبا إذا دخلت عليه أدوات النّصب، مثل: لنْ يدخلَ، أو مجزوما إذا دخلت عليه أدوات الجزم، مثل: لمْ يدخلْ.

ويبنى على السكون عند اتصاله بنون النّسوة، مثل: يدخلْنَ.

ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التّوكيد المباشرة، مثل: لَيُفْلِحَنَّ المجدُّ.

إفادة:

المفعول به:

 قد تحتاج الجملة الفعلية إلى معاني إضافية تضيفها إلى المعنى الأساسي، فتستعمل كلمات يسميها النحاة بالفضلات، لأنها غير أساسية، وأولها المفعول به، وهو الذي يقع عليه فعل الفاعل، وهناك من الأفعال ما تحتاج إلى مفعول به واحد أو مفعولين أو ثلاثة مفاعيل.

والفعل الذي ينصب المفعول به يسمى متعدّيا، أمّا الذي يكتفي بفاعله فيسمى لازما. والمفعول به حكمه النّصب، مثل: ضَرَبَ زيدٌ الكرةَ. وقد يكون اسما صريحا، كالمثال السّابق؛ أو مصدرا مؤوّلا، نحو: أودّ أن أنجحَ، فتقدير الجملة هو: أودّ النجاحَ.

ملحقات:

شبه الجملة: يطلق النحاة هذه التّسمية على الظّرف والجارّ والمجرور، وتسميتهما بشبه الجملة لأنّهما لا يؤدّيان معنى مستقلاًّ في الكلام، وإنّما يؤدّيان معنى فرعيّا، فكأنّهما جملة ناقصة، نحو: زيدٌ في القاعة أو زيدٌ عندك. فمعنى الكلام هو: زيد استقرّ في البيت أو زيد استقرّ عندك.

خلاصة:

الجملة في اللغة العربية: تعريفها وأنواعها وأحكامها

author-img
موقع عالم اللغة العربية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent