النص القرائي: "الفداء... حتى النصر"

القصة القصيرة، نص نظري: "مميزات القصة القصيرة، واتجاهاتها"، للناقد محمد عزام

 

تطبيق منهجية الامتحان الوطني في تحليل نص نظري حول القصة القصيرة

المقدمة:

    القصة عبارة عن فن نثري سردي حديث ظهر في العالم الغربي  في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر، و تطور على يد مجموعة من الكتاب العالميين كإدغار ألان بو و جي دي موباسان و أنطوان تشيخوف، و زولا...؛ ثم انتقل إلى العالم العربي في مطلع القرن العشرين، نتيجة مجموعة من العوامل أبرزها: الاحتكاك الثقافي بالغرب، و ظهور الطباعة، و انتشار معدل القراءة، و ظهور الصحافة، إضافة إلى الرغبة في وصف الواقع، و الأوضاع الاجتماعية المزرية في العالم العربي.

    و تعتبر القصة من أنسب الفنون التعبيرية السردية التي تعبر عن تفاعلات الحياة اليومية و مشكلاتها، كما تتميز بقدرتها على التقاط تفاصيل الحياة الواقعية في أسلوب مختزل يعتمد على اللحظة و اللقطة...، و من أبرز خصائصها كذلك أنها تتسم بالتكثيف و الاختزال، و اقتصارها على حدث رئيسي واحد، و توظيفها لشخصيات قليلة، إضافة إلى عدم اهتمامها بالتفاصيل...

و قد واكبت ظهور هذا الفن مجموعة من الدراسات النقدية، حاولت تأطير هذا الفن الأدبي الجديد و التعريف به  في الأدب العربي الحديث، و مواكبته من حيث التنظير و الدراسة النقدية لإنتاجات مبدعيه، و من أبرز النقاد الذين درسوا هذه القضية نذكر محمد زغلول سلام، و صلاح فضل، و نجيب العوفي، و سعيد يقطين، إضافة إلى صاحب النص الكاتـــب و الناقد السوري محمد عزام، و يعتبر من أبرز النقاد الذين تناولوا فن القصة. من مواليد سنة 1940. من مؤلفاته: "الحداثة الشعرية" ـ "اتجاهات القصة القصيرة في المغرب"

    و النص قيد التحليل يندرج ضمن الدراسات النقدية التي عالجت هذه القضية، فهو عبارة عن مقالة نقدية، مأخوذة من كتاب "اتجاهات القصة القصيرة في المغرب".

ـ ترى ما القضية التي يعالجها الناقد؟ و ما عناصرها؟

   ـ و ما خصائص القصة القصيرة و اتجاهاتها حسب الناقد؟

   ـ و ما الطريقة المعتمدة في بناء النص؟ و ما الأساليب الموظفة في عرض القضية؟ و ما مظاهر الاتساق و الانسجام في النص؟

   من خلال الملاحظة البصرية، و قراءتنا للعنوان (مميزات القصة القصيرة و اتجاهاتها)، و بداية النص و نهايته، و مصدر النص، و كذا بعض المؤشرات الدالة: القصة القصيرة ـ مميزات ـ الواقع ـ اتجاهاتها...، نفترض أن النص عبارة عن مقالة نقدية، تعالج قضية أدبية تتعلق بتجنيس القصة القصيرة.

العرض:

         يعالج الناقد محمد عزام في هذا النص قضية أدبية تتعلق بتجنيس القصة القصيرة، و عوامل ازدهارها و كذا خصائصها؛ و من أهم عناصر هذه القضية كما ذكرها الناقد: مسار نشأة و تطور القصة القصيرة، و ارتباطها الوثيق بالمجتمع، و خصائصها الفنية، إضافة إلى علاقتها بكل من الرواية و الشعر، و كذا عوامل ازدهارها، فضلا عن اتجاهاتها و مناهجها، علاوة عن علاقتها بالواقع، و وظيفتها...

    و تتميز القصة القصيرة بمجموعة من الخصائص التي ذكرها الناقد هي: أنها فن درامي أداته اللغة و أسلوبه الحوار و السرد، قليلة الكم، و تتميز بوحدة الانطباع، فهي فن موجــــز و سريع، تتميز بالكثافة و الاختزال، و تركز على اللحظة و الومضة، كما أنها شعور خاطف،  و لحظة من عمر الزمن، يتداخل فيها الشعر بالنثر. و من أهم اتجاهاتها حسب الكاتب نذكر: الاتجاه التقليدي الذي يتميز بذكر كل التفاصيل، و يهتم غالبا بالحادثة و السرد و الأسلوب. أما الاتجاه الثاني فيركز على وصف الشخصية بدقة، و يجعلها محور القصة. بينما الاتجاه الثالث فيهتم بالعاطفة الإنسانية و يصورها في انثيال تياري الشعور و اللاشعور. و هناك من يركز على الفكرة المادية، أو الرمزية، أو الأسطورية...  

    و قد اعتمد الناقد في عرض مواقفه النقدية و تحليل القضية، على بنية حجاجية تقوم على الطريقة الاستنباطية، حيث انتقل من العام (مسار تطور القصة)، إلى الخاص (خصائصها و عوامل ازدهارها...)، معتمدا في ذلك على تصميم منهجي محكم، يقوم على مقدمة أشار فيها الناقد إلى نشأة القصة؛ و عرض قام فيه الناقد بإبراز خصائص هذا الفن عن طريق مقارنته بالرواية و الشعر...؛ ثم خاتمة خلُص فيها إلى تأكيد علاقتها بالواقع...