تجديد الرؤيا، نص نظري: "قصيدة الرؤيا"، للناقد علي أحمد سعيد(أدونيس)
تطبيق منهجية الامتحان الوطني في تحليل نص نظري حول تجديد الرؤيا
المقدمة:
بعد ظهور حركة تكسير البنية حاول مجموعة من الشعراء و النقاد
إتمام مسوغات، وخصائص هذه الحركة، و تحديد منطلقاتها الإبداعية و
النقدية، و في ظل هذه المحاولات ظهرت حركة شعرية
جديدة من باطن تلك الحركة على يد مجموعة من الشعراء. و قد مثلت هذه الحركة ثورة
شعرية و معرفية جديدة أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، أُطلق عليها مفهوم قصيدة
الرؤيا، تزعمها "أدونيس"، و "يوسف الخال"، بتأسيسهما لمجلة "شعر". و قد كان هدفها إعادة بناء المظاهر التعبيرية للشعر الجديد، و الانتقال بالشعر من المضمون الواقعي إلى مضمون يتسم بالغموض، و المجهول، و
اللامنطق، بالاعتماد
على المنهج الأسطوري...
و
قد ساهمت في ظهورها
مجموعة من العوامل السياسية، و الفكرية، و الاجتماعية، نذكر منها: ظهور حركات وطنية تحررية، و تأميم قناة السويس، و رد العدوان الثلاثي على
مصر، و النكبة، والنكسة، إضافة إلى نتائج الحرب العالمية الثانية، و الاطلاع على
الثقافات الكونية، فضلا عن تأثر شعرائها بعدة تيارات فلسفية، و أدبية، ودينية،
كالرمزية، و السوريالية، والظاهراتية، و الصوفية...
و قد واكبت هذه
الحركة الشعرية مجموعة من الدراسات النقدية حاولت تأطير هذه التجربة في الشعر العربي الحديث،
و مواكبتها من حيث التنظير، و الدراسة النقدية لإنتاجات مبدعيها، و من أبرز النقاد
الذين درسوا هذه القضية، أحمد
المعداوي، و
حسن مخافي، و صبحي محيي الدين...،
إضافة إلى صاحب النص الكاتب و الناقد السوري علي أحمد سعيد (أدونيس)، من مواليد سنة 1930. تأثر بالصوفية، و اطلع على
الثقافتين العربية و الغربية، وتأثر بالرمزية، و السوريالية، و الظاهراتية. و
قد شكلت مجلة "شعر"
التي أسسها مع "يوسف الخال" منطلق تصوره للشعر الجديد. كما
أنتج العديد من المؤلفات النقدية مثل: "الثابت و المتحول"، و
"الشعرية العربية"...، والدواوين الشعرية مثل: "هذا هو
اسمي"، و "قصائد أولى"...
و النص قيد التحليل يندرج ضمن الدراسات النقدية التي عالجت هذه
القضية، فهو عبارة عن نص نظري، مأخوذ من كتاب "
زمن الشعر".
ـ ترى ما القضية التي يعالجها
الناقد؟ و ما عناصرها؟
ـ و ما خصائص حركة تجديد الرؤيا
حسب الناقد؟
ـ و ما الطريقة المعتمدة في
بناء النص؟ و ما الأساليب التي وظفها الناقد لعرض هذه القضية؟ و ما مظاهر الاتساق في النص؟
من خلال الملاحظة البصرية، و قراءتنا للعنوان (قصيدة الرؤيا)، و بداية النص و نهايته، و مصدر النص، و كذا بعض المؤشرات الدالة: كشف ـ غموض ـ ميتافيزيائية ـ النبوة...، نفترض أن النص سيكون عبارة عن مقالة نقدية، تعالج قضية أدبية تتعلق بخصائص حركة تجديد الرؤيا.
العرض:
يعالج الناقد أدونيس في هذا
النص قضية أدبية، تتعلق بالتعريف بحركة شعرية جديدة هي حركة تجديد
الرؤيا، و خصائصها. و
من أهم عناصر هذه القضية نذكر: مفهوم الشعر لدى مدرسة تجديد الرؤيا، و علاقة
الشعر الجديد بالكشف و المعرفة، و كذا أهم خصائص قصيدة الرؤيا، إضافة إلى ارتباط
الشعر الجديد باللاشعور، و الحرية، و الكشف...
و من أهم خصائص حركة تجديد الرؤيا حسب الناقد: التخلي عن الحادثة، و تجاوز الواقعية، والتخلي عن
الجزئية بتقديم رؤيا حول العالم، إضافة إلى التخلي عن الرؤية الأفقية ، و التفكك
البنائي، فضلا عن اعتماد قصيدة الرؤيا على الغموض، و الكشف، واللامنطق، والخيال، والإيحاء...
و قد اعتمد الناقد في عرض مواقفه النقدية و تحليل القضية، على بنية حجاجية تقوم على الطريقة الاستنباطية، حيث انتقل من العام (تعريف الشعر الجديد...)، إلى الخاص (خصائص شعر تجديد الرؤيا...)، معتمدا في ذلك على تصميم منهجي محكم يقوم على مقدمة عرف فيها الناقد مفهوم الشعر الجديد؛ و عرض قام فيه...بذكر خصائص الحركة...