قرد في الحظيرة
قرد في الحظيرة!
كان يريد تحقيق
الثورة،
وتغيير المسيرة.
فَطِنَ الكلب، ودبر
مكيدة،
فاشتكاه للسلطان
بأنه خائن،
يريد تدمير الأوطان،
و بيع حيوانات الحظيرة،
لجزار الأميرة.
فأقسموا على إعدامه،
حتى يكون عبرة
لأسياده...
استولى الكلب على
الحظيرة،
و حكم المربط، والشعيرة،
و أمر الكلاب
بالحراسه،
و الحمير بالدعايه،
و الدجاج بالولاية...
قالوا سمعا و طاعة،
نحن لا نريد العصيان،
لا نريد عدالة، و لا
حقوق حيوان،
فتلك خديعة أجنبية،
تريد أن تبعدنا عن
الدين، والقرآن.
فقد خلصتنا من
الخيانة،
فلك الشكر، ومنا
الأمانه.
فنحن لك العبيد، والإماء.
ولك منا الركوع،
والولاء،
يا سيدي دامت لكم التيجان،
فالزمان طوع أمركم،
والشمس تطلع لوجهكم،
والقمر ابيض
للقياكم.
دارت الأيام دوراتها،
وبدأت تعيش حياة
خرساء.
فقد عاتت الكلاب
فسادا،
ودقت الحمير أوتادا،
وبدأ الدجاج في
القعقعة، على غير العادة،
فأقر الكلب قانون
السياده،
بأن كل من قال: لا،
سيعدم.
وكل من سب الزعيم،
لسانه سيقلم.
خاف الدجاج،
وصمت البقر،
أما الحمير فلم تجد
باب المفر،
ورضيت بالمستقر،
في انتظار ولادة
الفرس المنتظر... !
رشيد الدحداحي، قصيدة شعرية، المغرب