أرض الأحزان الغريبة
طارت العصافير من أوكارها !
ورحل القمر في موكب النسيان !
و حملتنا الأيام إلى أرض الفقدان !
و سالت الدموع من السحاب الظمآن !
و ما لفقدانك يا صاح من سلوان...
ناحت القلوب لمغادرتك بلا وداع!
و توقفت الفراشات عن الدوران!
بلا وداع تركتنا يا صاح...
نخيط الذكريات، والأحزان...
بلا وداع تركتنا نواسي الدموع العارية،
و نلتقط ضحكاتك الباقية.
***
حملتنا الرياح إلى أرض الفقدان،
وأنشدت العصافير سمفونيات الهجران.
تركتنا يا صاح نقاسي حمم الاشواق...
لم الرحيل بلا سلام!
لم الرحيل بلا كلام!
أترى بعد الرحيل رجوع؟
أترى بعد الوداع لقاء؟
***
دار الزمان دوراته الكئيبة!
ومزقتنا الأيام بخبر الوفاة،
وحملنا الدهر فوق الرفاة،
نخيط ذكرياتنا الجريحة،
ونضمد جراح السنين،
وما لفراقك يا صاح من سلوان،
كنت الرفيق، والصديق،
كنت الضحوك، والمجد،
أطربتنا بصوتك الشجي،
وأضحكْتنا، وأغضبْتنا،
فلك منا كل الدعوات العذراء:
فسيح الجنان،
ورحمات رب السماء،
وشفاعة رسول الأمم.
رشيد الدحداحي، قصيدة
شعرية نُظمت تأبينا لوفاة الصديق العزيز فوزي باحدو، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.