القراءة: نص شعري: "غنّيت مكّة"
تأطير النص وملاحظته
التعريف بالشاعر: سعيد عقل، شاعر لبناني، من أهم الشعراء المعاصرين، ولد
في مدينة زحلة. عمل في
التعليم والصحافة. من دواوينه الشعرية: "رندلّى" ـ "أجمل
منك لا" ـ "كما الأعمدة"...
ـ مصدر النص: النص مقتطف من الديوان الشعري "كما
الأعمدة"، المجلد السادس، ص 85.
ـ نوعية النص: النص عبارة عن قصيدة شعرية عمودية البناء تعتمد نظام
الشطرين المتناظرين.
ـ ملاحظة النص وصياغة الفرضية:
من خلال الملاحظة البصرية، وقراءتنا للعنوان(غنّيت مكة) وبداية النص ونهايته، وكذا
بعض المؤشّرات الدالة، نفترض أن النص عبارة عن قصيدة شعرية
عمودية البناء، تنتمي إلى مجال القيم الإسلامية، غرضها المدح، حيث سيمدح الشاعر أهل مكة، وسيعبّر عن شوقه لزيارة
بيت الله الحرام.
I ـ فهم النص
شروح وإضاءات:
صِيدا: مفرده أصْيَد، ومؤنّثه صيداء. وتعني أشرافا كريمي النفوس.
لألأ: لمع وأشرق وأضاء.
الشُّهْب: مفرده شِهاب، وهو الشعلة من النار، والنجم المضيء اللامع.
البِيدا: البيداء الفلاة والصحراء
المقفرة.
الأنام: الخلق والبشر.
شجوا: من شجا يشجو، طربا.
وُرْق: مفردها وَرْقاء، وهو الحمام.
قَفْرة: أرض خلاء لا ماء فيها ولا عشب
ولا بشر.
II ـ القراءة التوجيهية (فهم النص)
الفكرة العامة:
وصف الشاعر لأهل مكّة الكُرماء والشرفاء، وهو يؤدّي
مناسك الحجّ، ونقله لابتهالات الحجّاج وصلواتهم، ودعوته لقارئ القرآن بالدّعاء
لهم.
أفكار النص:
ـ مدح الشّاعر لأهل مكّة الشّرفاء والكرماء، وتصويره
لأجواء العيد في هذا المكان المقدّس.
ـ دعوة الشّاعر قارئ القرآن للدّعاء لأهل مكّة، لأنّ
دعاءه مُستجاب؛ مع وصفه لأجواء الحجّ.
ـ دعاء الشّاعر الله تعالى بأن يعزّ الناس، ويخصب الأرض؛
ورجاؤه رؤية جمال وجه الخالق عزّ وجلّ.
III ـ القراءة التحليلية
معجم النص: يهيمن على النص حقلان دلاليان هما:
ـ حقل دال على المجال الدّيني، ومن الألفاظ والعبارات الدالة عليه نذكر: رب
العالمين ـ القرآن ـ صلّ ـ راكع ـ الحجيج ـ ربي...
ـ حقل دال على الشوق والحنين، ومن الألفاظ والعبارات الدالة عليه نذكر: شجوا
ـ
كنت لشجوها ـ عودا ـ اشتبكي ـ بفمي ـ وعدت ـ
موعودا ـ رجاء ـ يرجى...
والعلاقة بين الحقلين هي علاقة
ترابط وتداخل، لأن إيمان الشّاعر وحبّه لله
جعلاه يشتاق لمكّة المكرّمة، وللقاء الله عزّ وجلّ.
الخصائص الأسلوبية: استخدم الشّاعر مجموعة من الوسائل الفنّية نذكر منها:
ـ التّشبيه، مثل: بنيانهم كالشّهب ممدودا.
ـ الطّباق، مثل: بيض # سود.
ـ
الجناس، مثل: على/علا.
التّكرار:
ـ تكرار الحروف: التاء ـ الدال ـ اللام ـ الميم...؛
ـ تكرار الكلمات، مثل: العيد ـ بيت ـ شجو ـ صلّ...؛
وقد ساهم هذا التَّكرار في بناء
موسيقى القصيدة الداخلية.
القراءة التركيبية
من خلال تحليلنا للنص السابق نستنتج أن الشّاعر سعيد عقل قد عبّر عن مدى قدسية مكّة المكرمة، وإحساسه بالفرح وهو يؤدي مناسك الحج، مع وصفه للحجيج وابتهالاتهم وصلواتهم، وأجواء عيد الأضحى، داعيا الله عز وجل بأن يعزّ أهلها، وراجيا لقاء وجه الخالق في آخر القصيدة.