المكان و الزمان (البيئة): تعريفهما و وظيفتهما و دلالتهما و كيفية تحليلهما و دراستهما
المكان
1ـ تعريف المكان:
أـ تعريفه:
المكان هو الحيز أو الفضاء، و يحيل في النص السردي على مختلف المظــــاهر
الجغرافية و الأمكنة التي تقع فيها الأحداث. فهو الفضاء و الإطار الذي يؤطر الأحــــــداث، و تتحرك
فيه الشخصيات لتكشف
لنا حركة الزمان و التغيير الذي يطرأ عليها.
و
لتحديده نجيب عن السؤال التالي: أين
وقعت الأحداث؟ أي المكان.
ب ـ تجلياته في النص السردي:
قد
يحضر المكان بشكل مباشر(بيت ـ حجرة ـ مدرسة ـ شارع ـ بحر ـ مقهى ـ المدينة ـ القرية ـ الحي ـ الحارة...، أو بشكل غير مباشر من خلال ألفاظ و أفعال مثل: انتقل ـ سافر ـ ركب ـ أبحر ـ حلق ـ مر بمدرسة...
2ـ أنواع المكان و دلالاته و رمزيته:
أ ـ أنواع المكان:
- ـ المكان المغلق مثل: بيت ـ مسجد ـ غرفة ـ سجن ـ الحجرة ـ مستشفى ـ السوق ـ المحطة...
- ـ المكان المفتوح و الممتدّ مثل: نهر ـ ساحة ـ ميدان ـ بحر ـ شاطئ ـ جزيرة ـ مدينة ـ قرية ـ بلد...
ب ـ دلالة المكان و رمزيته:
هو المكان
الواقعي الذي تتحرك فيه الشخصيات، و يساهم
في بناء الأحداث. و لكل مكان رمزيته و دلالاته حسب وظيفته في الأحداث، فالمدرسة مثلا ترمز إلى العلم و التقدم و الانفتاح و التطور..؛ و قد تتغير هذه
الدلالة في النص السردي حسب علاقة المكان بالشخصية، لأن دلالات المكان ترتبط بالشخصيات ـ خاصة الشخصية الرئيسة ـ بشكل
تفاعلي. كما أنها تتغير بتطور أحداث القصة و النص
السردي بين البداية، و الوسط، و النهاية، و ذلك حسب علاقتها بالشخصية الرئيسة، و الشخصيات بشكل عام...
3ـ
كيفية دراسة المكان وتحديد دلالته و وظيفته:
لدراسة المكان أول شيء نقوم به تحديد الأمكنة التي وظفها الكاتب في القصة بالتركيز على الأمكنة الرئيسية، و بعد ذلك نحدد طبيعة علاقتها بالشخصية الرئيسة باعتبارها محور القصة، هل هي علاقة راحة و طمأنينة و سعادة و طموح...، أم علاقة شقاء و نفور و معاناة و ألم و استغلال و مأساة...، و يمكن لهذه العلاقة أن تتغير على مدار أحداث القصة، حسب حالة الشخصية النفسية، و مدى تطور الأحداث، و نجاح الشخصية في تحقيق توازنها النفسي.
و
يمكن دراسة كل مكان على حدة، أو دراسة الفضاء بشكل عام، لأنه يمكن في بعــــــض الأحيان أن تكون لكل مكان دلالته، فالبيت مثلا قد يوحي إلى السعادة أو المعاناة، و الشارع قد يوحي إلى المعاناة و
الاستغلال أو
الحرية و السعادة، حسب وظيفته داخل الأحداث. كما أن المكان الجميل و الهادئ يوحي بأن البطل سعيد؛ و المكان الكئيب يوحي بالحــــــــــــزن و المعاناة. و
تغير المكان في القصة أو النص السردي يهيئ القارئ لأحداث جديدة.
5ـ وظيفة المكان
تتجلى وظيفة المكان في:
o
ـ
تأطير الأحداث؛
o
ـ
السماح للشخصيات بالحركة و الصراع؛
o
ـ
بناء أحداث القصة و دلالاتها؛
o
ـ
بناء الشخصيات و الكشف عن وضعيتها الاجتماعية و النفسية و أفكارها و أحاسيسها و
علاقاتها؛
o
ـ خلق
التشويق؛
o
ـ
إضفاء واقعية على القصة و على أحداثها؛
o
ـ
وظيفة جمالية؛
o
ـ التأثير
في القارئ...
الزمان:
1ـ تعريف الزمن و كيفية تحديده و وظيفته:
أـ تعريف الزمان:
الزمان هو ضابط الفعل و الحدث، و به يَتمّا. فهو عامل فعّال في
الأحداث و الشخصيات، و عنصر أساسي في القصة، فهو يُنظم الأحداث و يساهم في
بنائهــــــــــــــا و يؤطرها زمنيا...إلخ. و لتحديده نجيب عن السؤال: متى وقع الحدث؟
ب ـ وظيفته:
تتجلى
وظيفة الزمن في القصة و النص السري عموما في:
ـ إضفاء واقعية على
القصة؛
ـ بناء أحداث القصة و
دلالاتها، و تنظيم الأحداث وفق إيقاع تتابعي، و تطويرها؛
ـ الكشف عن الشخصيات؛
ـ إضفاء نوع من
التشويق على الأحداث؛
ـ إضافة إلى وظيفته
الجمالية و التأثيرية...
2ـ المؤشرات الزمنية:
المؤشرات الزمنية: هي كل العبارات و الألفاظ الدالة على الزمن، و يمكن تقسيمها إلى الأزمنة التالية:
ـ الزمن الفلكي: ليل ـ نهار ـ صيف ـ شتاء...
ـ الزمن الفيزيائي: دقيقة ـ ثانية ـ ساعة ـ يوم ـ أسبوع...
ـ الزمن التأريخي: 18 نونبر 1956...
ـ الزمن التاريخي: النكبة الفلسطينية ـ الثورة الوطنية....................................