اللص و الكلاب، الدرس الأول: التعريف بالكاتب نجيب محفوظ، وبالرواية، وبسياقيها التاريخي والاجتماعي، وبشخصياتها...
1ـ التعريف بالكاتب نجيب محفوظ:
الكاتب و الروائي المصري نجيب محفوظ، ولد سنة 1911، بالجمالية بالقاهرة، درس الفلسفة، وبدأ الكتابة في سن السابعة عشر من عمره، و نشر أولى كتاباته في سنوات الثلاثينيات، كتب المقالة، والقصة، والرواية، والمسرحية. و نشر أول قصة سنة 1939. عمل موظفا لدى الدولة إلا أنه فضل أن يخصص كل وقته لكتابة الرواية.
و
قد حاول في البداية استلهام
التراث الفرعوني في رواياته الثلاثة الأولى:
"رادوبيس" ـ
"كفاح طيبة" ـ "عبث الأقدار". و
اندفع في المرحلة الثانية إلى
الرواية الواقعية الممزوجة بالرومانسية منذ رواية "القاهرة الجديدة" و
"خان الخليلي"...، حتى الثلاثية. و
في المرحلة الثالثة
انتقل إلى المرحلة الفلسفية الرّمزية
التي جرّب فيها أشكالا سردية جديدة...
حصل على عدة جوائز
مصرية و عربية و دولية أهمها جائزة
"نوبل" للآداب سنة 1988.
توفي سنة 2006.
2ـ التعريف برواية "اللص والكلاب":
مؤلف "اللص و الكلاب" عبارة عن رواية كتبها "نجيب محفوظ سنة" 1961، وهي رواية واقعية اتخذت طابعا رمزيا و ذهنيا على مستوى الرهان، تقوم على الصراع بين "اللص"(سعيد مهران)، و "الكلاب" (المجتمع الفاسد). حيث تُصور شخصية "سعيد مهران" بأنه لص خرج من السجن صيفا، بعد أن قضى فيه أربعة أعوام غدرا، بسبب وشاية من أقرب الناس إليه: صديقه المقرب "عليش"، و زوجته "نبوية". حيث أراد أن ينتقم منهما، و أن يسترجع حقوقه الضائعة. كما أنه سيتفاجأ بتغير مواقف أستاذه القديم "رؤوف علوان" الذي علمه قيم الاشتراكية، فقد تحول إلى صحفي ناجح، و تنكر لمبادئه، و لم يعد يهتم لأمر الفقراء و معاناتهم، و سيرفض مساعدته، بل سيحرض عليه المجتمع، و الشرطة، الشيء الذي جعل مهران يدخل في صراع غير متكافئ، سيجعل مشروعه الانتقامي (الإصلاحي) يفشل، و يذهب ضحيته أبرياء، بسبب ارتكابه لمجموعة من الأخطاء كالتسرع، و الانفعال، و غياب التنظيم، و الفردية...إلخ. فصارت الحياة بالنسبة له عبثا، بلا معنى و لا هدف.
3ـ الخلفية التاريخية و الاجتماعية للرواية، و دواعي تأليفها:
رواية "اللص و الكلاب" مستوحاة من قصة واقعية بطلها محمود أمين سليمان السفاح، الذي شغل الرأي العام لعد شهور سنة 1960، فقد خرج عن القانون لينتقم من الخونة...