محاكمة الشـــيطان!
بعدما ردد القاضي كل التهم،
بحقد، ونهم...،
و بدون عنوان.
صاح الشيطان:
يا
سيدي: أنا بريء من كل الذنوب،
و أرفض كل ما لُفّق لي من تهم،
و
عيوب...؛
كما أنفي في كل زمان،
...ومكان،
ما نُسب لي من أقوال...،
أو أفعال...
يا حضرة القاضي: أنت تعرفني...،
منذ زمان،
و زمان.
أجاب القاضي:
أعوذ بالله من الشيطان،
أن تُدخلني في لعبتك يا ابن الحرام.
ها قد نطقت بحق الكلام،
فالكل يلعنني يا سيدي،
يا
سيدي: بلا نار، بلا رماد،
أنا الدخان،
و الكل يُقوٍّلني ما لا أقوله،
و ما لا أفعله...
يفسد، و يحرٍّفُ...،
و يتعوذ من الشيطان.
يسرق مال الأوطان... !
و يأكل مال الجياع، و مال الأيتام... !
و يتعوذ من الشيطان.
لا يصلي، و قد يفطر قبل الأوان... !
و يتعوذ من اسمي الرنان.
يا قاضي: إذا لم تنصفني فسأشتكي للسلطان.
فلي كل الحقوق في مراسلة صاحب الديوان...
ولربما تصل شكواي إلى جمعية حقوق الشيطان...
فإنني عييت،
و أعياني النفاق و البهتان،
ولربما أعلن نهاية الامتحان،
وأطلب اللجوء إلى رب الجنان،
فهناك من أتقن عملي شر إتقان.
فأي زمان هذا؟
أي
زمان... !
فلا داعي لوجود شيطان بجانب إنسان...
!فحتى أنا نسيت ما اسمي...
و من أكون...
و لربما إن أطلت بينكم السكون...
أخاف أن أصير إنسانا...
و تضيع سمعتي الرنانه...
و أنسى أصْلي...،
فالسلام عليكم.
السلام.
المغرب، رشيد الدحداحي.