جنازة الحرية
أماه ! هل سمعت النهار يشتكي،
يشتكي من جور الظلام...؟
أماه !
هل أبصرت الليل يخنق الكلام؟
هل أبصرت الشمس تعانق القمر،
و النجوم تشتكي من جور الضجر؟
في ليلة صرخ الأخرس متوسلا،
في ليلة ناح الأعمى راغبا،
ألا تأتوه بقميص يوسف،
فيرتد بصيرا...
ويبصر طغيان
هولاكو...
قد خنق !
قد مزق !
قد حرق !
حتى لا يرى الدم المعلب منتشرا.
***
أماه !
ما هذا الصمت الكئيب؟
إني ما عدت أطيق حر اللهيب !
إني ما عدت أتحمل أصوات النحيب !
قوافلي ظمآى تائهة في صحاري من رماد،
راسية في جزر من الدم الأسود.
سفني سابحة فوق نار من مطر،
تنتظر عودة المياه !
وشعب أعياه النحيب !
وشاب مل الانتظار !
متى تعود أيها النهار؟
فتشرق شمسك على ظلي المنكسر.
فنيرون طغى و تجبر،
و قصائد مسيلمة تجري على خدود المطر،
***
أماه ! ما هذا الصمت المقبور؟
أماه ! ما هذا السكون المغدور؟
أماه ! إني راحل إلى السماء !
لأشكو بثي للشمس الراقد وراء السحب الحمراء.
أماه ! ما عاد حلوا البقاء !
إني راحل !
إني راحل !
فسلامي للحرية المخنوقة،
سلامي لقوافل الضحايا المشنوقة،
في الفلاة،
في الصحاري،
في المدن...