الوقفة العروضية والدلالية: الاتساق ـ التضمين ـ التدوير
![]() |
1 ـ الاتساق في شعر التفعيلة:
الاتساق هو المطابقة بين الوقفتين: العروضية والدلالية، أي أن يستقل كل سطر شعري بتفاعيله و دلالاته، و مثال ذلك قول الشاعر المجاطي:
أَسْكُن
في قرارة الكأس، أُحيل شبحي مرايا.
أَعْشق
كلَّ هاجسٍ غفلٍ و كلّ
نزوةٍ أميرة.
أُبْحِرُ
في الهنيهة
الفقيرة.
مُسْتَعِلُنْ
مُتَفْعِلُنْ
مُسْتَعِلُنْ مُتَعِلُنْ فَعُولُنْ
مُسْتَعِلُنْ
مُتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُتَفْعِلُنْ فَعُولُنْ
مُسْتَعِلُنْ
مُتَفْعِلُنْ
فَعُولُنْ
فكل سطر شعري هنا مستقل
من حيث المعنى، و التفاعيل، و بالتالي فهناك اتساق في المقطع الشعري.
2 ـ التضمين في شعر التفعيلة:
التضمين هو احترام الوقفة
العروضية وعدم احترام الوقفة الدلالية، ومثال ذلك قول الشاعر أحمد عبد
المعطي حجازي:
أبي،
إليك حيث أنت،
إليك في مدينة مجهولة السبيل،
مجهولة العنوان و الدليل،
إليك في مدينة الموتى إليك حيث
أنت،
أولى رسائلي.
متف
متفعلن متفعل
متفعلن متفعلن مستفعلن متفعل
مستفعلن مستفعلن فعول
متفعلن متفعلن مستفعلن متفعلن
مستفعلن متف
فالشاعر هنا احترم
الوقفة العروضية، أي أن كل سطر شعري مستقل بتفاعيله، إلا أنه لم يحترم الوقفة الدلالية، لأن المقطع تضمن نداء (يا أبي)، و لم يُذْكر الطّلب إلا في البيت الثاني (إليك)، و هذا الطلب الذي جاء اسم فعل أمر بمعنى "خذ" لم يذكر مفعوله إلا في
السطر السادس "أولى رسائلي".
3 ـ التدوير في شعر التفعيلة:
التدوير هو توزيع
التفعيلة بين سطرين شعريين، و وظيفته إضفاء نوع من الإنسيابية على القصيدة الشعرية، و
إعطاء حرية أكبر
للشاعر في التعبير. و مثال ذلك قول الشاعر عبد الوهاب
البياتي:
وردة الثّلج هنا ترقد
هل أحببتها يوما؟
لماذا لا تجيب؟
فاعلاتن فعلاتن فعـ
لاتن فاعلاتن فا
علاتن فاعلاتن
فالشاعر وزع التفعيلة الواحدة بين سطرين شعريين متواليين. و إذا جاء التدوير في القصيدة بأكملها سميت قصيدة مُدَوَّرة.