الاستعارة المرشحة والمجردة والمطلقة
تذكير:
علمنا في الدروس السابقة أن الاستعارة تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه، فصار مجازا
علاقته المشابهة، وعلمنا
أيضا أنها أنواع وأقسام، فهي باعتبار طرفيها إما تصريحية وإما مكنية، وهي باعتبار
اللفظ المستعار إما أصلية وإما تبعية. ولها تقسيم آخر باعتبار
الملائم كما سنرى ذلك في هذا الدرس.
كيف أفهم الاستعارة؟ وأحدد نوعها بحسب الملائم؟
أولا: أفهم
المثال جيدا؛
ثانيا: أحدد أركان الاستعارة المشبه/المستعار
له ـ المشبه
به/المستعار منه ـ اللفظ المستعار ـ الجامع؛
ثالثا: أبحث عن اللفظ المذكور، وأحدد علاقته بالمشبه والمشبه به؛
رابعا: إذا كان اللفظ المذكور يلائم المشبه به فهي مرشحة؛ وإذا كان يلائم المشبه فهي مجردة؛ وإذا لم يذكر أي لفظ فهي مطلقة.
أقسام الاستعارة باعتبار ما يلائم طرفيها/الملائم:
أ ـ الاستعارة المرشحة:
وهي التي يُذكر فيها ما يُلائم المشبه به. مثال ذلك:
"الجنـدي يـزأر في الحرب"
ففي هذه الجملة استعارة، حيث شبهنا الجندي بالأسد، فحذفنا الأسد، وذكرنا خاصية من لوازمه، وهي "يزأر" على سبيل الاستعارة
المكنية.
نأخذ مثالا آخر: "الجندي يزأر في الحرب مكشرا عن أنيابه".
في هذه الجملة أضفنا عبارة تُلائم
المشبه به، (وهو الأسد) "مكشرا عن أنيابه"، وبالتالي فهذه استعارة
مكنية مرشحة، لأنها تضمنت ما يُناسب
المشبه به/ المستعار منه.
ب ـ الاستعارة المجردة:
وهي التي يذكر فيها ما يلائم المشبه. مثال ذلك
في الاستعارة المكنية:
"الجندي يزأر في الحرب"
ففي هذه الجملة استعارة، حيث شبهنا الجندي بالأسد، وحذفنا الأسد، وذكرنا خاصية من لوازمه، وهي "يزأر" على سبيل الاستعارة
المكنية.
مثال آخر: "الجندي يزأر في الحرب
ضاحكا"
في هذه الجملة أضفنا عبارة تلائم
المشبه(الجندي) "ضاحكا"، وبالتالي فهذه استعارة مكنية مجردة، لأنها تضمنت ما يناسب المشبه/ المستعار له.
ج ـ الاستعارة المطلقة
ج ـ الاستعارة المطلقة: وهي التي خلت مما يناسب المشبه، أو المشبه به، مثل:
«الجندي يزأر في الحرب»
ففي هذه الجملة لم يذكر فيها ما يلائم المشبه أو المشبه
به.
ملاحظة:
ـ الترشيح هو الأبلغ، لاشتماله
على تحقيق المبالغة، بادعاء أن المستعار له هو المستعار منه، ويأتي بعده الإطلاق،
ثم التجريد.
ـ اعتبار
الترشيح والتجريد يكون بعد استيفاء الاستعارة قرينتها، فلا تعد قرينة التصريحية تجريدا، ولا قرينة المكنية ترشيحا، وإنما الزائد على ذلك.
ـ أي أن
التركيب الذي يشتمل على الاستعارة، لا بد من أن يتوفر على القرينة أولا؛
ـ إذا ذُكِر لفظ ناسب المشبه به/المستعار منه، فتسمى استعارة مرشحة؛
ـ أما إذا كان اللفظ يناسب
الشبه/ المستعار له، فهي استعارة مجردة؛
ـ وإذا لم يذكر بعد القرينة لفظ يلائم المشبه به/ المستعار منه، أو المشبه/المستعار له، فهي مطلقة.