الكتابة النثرية الحديثة، القصة: تعريفها، وعوامل نشأتها، وخصائصها، وعناصرها، واتجاهاتها، وروادها...
recent
مشاركات ساخنة

الكتابة النثرية الحديثة، القصة: تعريفها، وعوامل نشأتها، وخصائصها، وعناصرها، واتجاهاتها، وروادها...

الكتابة النثرية الحديثة، القصة: تعريفها، وعوامل نشأتها، وخصائصها، وعناصرها، واتجاهاتها، وروادها...

الكتابة النثرية الحديثة، القصة: تعريفها، وعوامل نشأتها، وخصائصها، وعناصرها، واتجاهاتها، وروادها...

1 ـ تعريف القصة القصيرة:

    القصة القصيرة فن أدبي نثري سردي حديث؛ أي أنها فن من فنون الأدب إلى جانب الشعر، و الرواية، و المسرح...؛ و قد ظهر حديثا في أوروبا، و تبلور كفن قائم بذاته في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر. و قد كانت له إرهاصات قديمة، إلا أنها لا ترقى إلى مكانة هذا الفن الحديث الذي اكتمل نضجه كفن قائم بذاته على يد مجموعة من كبار الأدباء الغربيين...

   فالقصة إذن حكاية تروي أحداثا، و تصف صورة من صور النشاط و الحركة في حياة الإنسان كما تحدث في الواقع، و تتعقب الإنسان في سلوكه، فتصف أدق التفاصيل النفسية عند وقوع الحدثفهي بناء مترابط و محكم، تجمع بين اللذة الفنية و المتعة الجمالية، و التعبير عما يشغل الناس في الحياة و الواقع و المجتمع...

2 ـ نشأتها و عوامل ظهورها في العالم العربي:

    ظهر فن القصة في أوروبا، و تبلور في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر، و تطور كفن قائم بذاته على يد مجموعة من كبار الأدباء الغربيين لعل أبرزهم: الكاتبين الفرنسين جي دي موباسان، و إميل زولا، و الكاتبين الروسيين أنطوان تشيخوف، و دوستويفسكي، و الكاتب الأمريكي إدغار ألان بو...؛ و قد ساهم في ذلك مجموعة من العوامل السياسيـــة و الثقافية و الاجتماعية...، كالصراع الاجتماعي و الديني و الفكري الذي عرفته أوروبا في تلك المرحلة.

    ثم انتقل بعد ذلك إلى العالم العربي في بداية القرن العشرين نتيجة مجموعة من العوامل من أبرزها : الاحتكاك الثقافي بالغرب، و ظهور الطباعة، و انتشار الصحافة، إضافة إلى ارتفاع معدل القراءة و الترجمة، و ظهور الطبقة البورجوازية، و الرغبة في وصف الأوضاع المزرية في المجتمع العربي....

3 ـ عناصر القصة و خصائصها:

   تتميز القصة بقدرتها على رصد الواقع الاجتماعي و التعبير عنه، و وصفه، و تصوير تحولاته و انعكاساته على حياة الأفراد، و المجتمع، من خلال السلوكات، والتصرفات، و أنماط التفكير و القيم، و من أهم عناصرها و خصائصها نذكر:

1ـ الأحداث: الحدث هو اقتران فعل بزمن، و هو مهمّ في القصة، لأنها لا تقوم إلاّ به. فهي تعتمد بشكل أساسي على الأحداث كباقي الفنون السردية، و إن كانت تُوظِّف أحداثا قليلة بالتركيز على حدث واحد...

2ـ اللحظة: أي أن القصة تُركِّز على حدث واحد و لقطة واحدة، فتصف تفاصيل الشخصية في هذا الموقف...، و ذلك راجع لقصرها. و هنا تكمن صعوبة هذا الفن، فهو لا يمنح الكاتب فضاء أكبر للتعبير، كالرواية التي تتميز بطولها...

3ـ الحبكة: هي طريقة تنظيم الأحداث و تقديمها و تأخيرها. و تقوم الحبكة المتماسكة على حوادث مترابطة تسير في خط مستقيم حتى تبلغ نهايتها...

4ـ الخطاطة السردية: هي طريقة تنظيم الأحداث و تناميها، و الحبكة المستعملة في بناء القصة. وتمكننا من تتبع سيرورة الأحداث و التحولات التي طرأت عليها، باعتماد المراحل التالية:

أ ـ وضعية البداية: هي أول ما يبدأ به السارد القصة، فقد يبدأ بحدث رئيس يدخلنا مباشرة في الأحداث الأساسية؛ أو بحدث ثانوي؛ أو يصف السارد مكانا أو شخصية...؛ و قد تكون حزينة، أو سعيدة؛ ثابتة، أو دينامية...

ب ـ وضعية الوسط / سيرورات التحول:

ـ الحدث الطارئ/ العنصر المخل: الحدث المفاجئ الذي أخَلّ بالسير العادي للأحداث، و وضع البطل في مشكلة.

ـ تطور الأحداث: هي جميع الأحداث التي تأتي بعد الحدث الطارئ، و يحاول فيها البطل البحث عن حل لمشكلته...

ـ عنصر الانفراج / الحل: هو الحدث الذي يعكس خروج البطل من المشكلة...

ج ـ وضعية النهاية: هي آخر حدث انتهت به القصة، و قد تكون نهاية حزينة، أو سعيدة، أو مأساوية أزمت وضعية البطل أكثر، و تكون علاقتها بوضعية البداية علاقة تشابه، أو تعارض...

5 ـ القوى الفاعلة: هي كل عنصر يؤثر في أحداث القصة و شخصياتها و علاقاتها، و قد يكون كائنا عاقلا (إنسان)، أو غير عاقل (حيوان) ، فردا أو جماعة، مُجَسّدا، أو غير مُجَسّد (الجن والملائكة...)، حيّا أو جمادا، أو أحاسيس، أو أفكارا، أو قيما، أو أفعالا...

6 ـ الشخصيات: هي جوهر القصة و مُحرِّكها، فهي التي تقوم بالأحداث...



author-img
موقع عالم اللغة العربية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent