المسار الحجاجي في كتاب "ظاهرة الشعر الحديث"، و قيمته النقدية والمنهجية...
1ـ المسار الحجاجي:
اتبع الناقد أحمد المجاطي مسارا حجاجيا تميز بما يلي:
ـ اعتماد الأسلوب الاستنباطي:
بالانطلاق من العام إلى الخاص، حيث يقدم لكل فصل بمقدمة عامة، لينتقل بعد ذلك إلى التحليل و الشرح، والتفسير، و التعليل و النقد، و ينهي الفصل بخاتمة، مع الاعتماد على التدرج و اتباع تصميم
منهجي محكم.
ـ اعتماد آلية المقارنة:
يلجأ المجاطي في كل فصول الكتاب إلى أسلوب المقارنة، للوقوف على مظاهر الاختلاف والائتلاف، بين
مختلف الظواهر الشعرية المدروسة، و كذا المدارس الشعرية...
ـ آلية الاستشهاد:
حيث استشهد الناقد بآراء مجموعة من النقاد و الأدباء للدفاع
عن موقفه، مازجا بين ما هو حديث وما هو
قديم، بين ما هو عربي وما هو غربي: (فواز عيد ـ شوقي ضيف ـ إحسان عباس
ـ محمد النويهي ـ لويس عوض ـ نازك الملائكة ـ طه حسين ـ ريتشاردز...)
ـ آلية التمثيل:
حيث تحضر الأمثلة الشعرية بشكل لافت حسب كل فصل وكل قسم، فهناك أشعار رواد المدرسة الإحيائية ( البارودي، وأحمد
شوقي...) وأشعار ممثلي المدرسة الوجدانية على اختلافهم ( عباس محمود العقاد، وجبران خليل جبران، أحمد زكي أبوشادي...). إضافة إلى أهم شعراء الحداثة ( بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، عبد الوهاب
البياتي ، وصلاح عبد الصبور...).
2ـ أبعاد القيمة و مظاهرها:
المقصود بقيمة الكتاب هي مكانة كتاب "ظاهرة الشعر الحديث" في الساحة النقدية و الثقافية والأدبية العربية، ككتاب نقدي عالج
إشكالية مهمة في النقد الحديث، و شكلت
محور أغلب الدراسات النقدية في النصف الثاني من القرن العشرين، و هي
قضية التجديد في الشعر الحديث...
وقد عالج هذه القضية
مجموعة من النقاد، و طبقوا مناهج مختلفة في دراستها كالمنهج
النفسي، والمنهج
الاجتماعي، و المنهج
التاريخي...؛ و من هؤلاء النقاد: عز الدين إسماعيل و محمد النويهي و أدونيس و نازك الملائكة...
و لإبراز قيمة الكتاب
أشير إلى:
- ـ قيمته
النقدية؛
- ـ قيمته المنهجية؛
- ـ قيمته التاريخية؛
- ـ قيمته الأدبية...
3 ـ قيمة الكتاب النقدي "ظاهرة الشعر الحديث"
تتجلى قيمة كتاب "ظاهرةالشعر الحديث" الأدبية والنقدية والمنهجية، في كونه أول دراسة مغربية تتبعت مسار تطور الشعر العربي الحديث منذ إحياء النموذج ومرورا بسؤال الذات ووصولا لشعر التفعيلة...