الانزيـــــــــاح: تعريفه، وأنواعه، ووظائفه، مع التطبيق
1ـ تعريف الانزياح و وظائفه:
لغة: الخروج عن المألوف والمُعتاد، و اصطلاحا: استعمـال اللغة فــي غير ما وُضعت له، واستعمالها خارج المألوف، والمعتاد، بخلق علاقات جديدة غير منطقية، لأغراض بلاغية تعبيرية. ويسمى أيضا العدول، وهو خرق لقواعد التعبير المألوفة بطرق فنيّة مقبولة...
ومن وظائف الانزياح خلق
دلالات جديدة تُضفي قيمةً
جمالية وتعبيرية على تركيب
النص، ينقل المبدع من خلالها تجربته الشعوريّة للمتلقي بطريقة غبر مباشرة، ويعمل على التأثير
فيه...
2ـ أنواع الانزياح:
يرتبط الانزياح اللُّغوي بالنص، وينقسم إلى:
- - الانزياح الدلالي: هذا النوعُ هو الأشهر، والأكثر دلالةً وتأثيرًا في القارئ، عُرف في البلاغة بالصورة الشعرية أو البلاغية، ويُعَد التشبيه والاستعارة والمجاز مِن أهم أشكال هذا الانزياح الدلالي.
- ـ الانزياح التركيبي: مرتبطٌ بقوانين اللغة، والنَّظم، وتركيب العبارات، كالتقديم والتأخير مثلًا.
- ـ الانزياح الإيقاعي: هو الخروج عن علم العروض العربي و قوانينه و قواعده...، فالشاعر الحديث انزاح عن البنية الإيقاعية التقليدية، فكسر نظام البيت التقليدي ذي الشطرين المتناظرين، و عوضه بنظام السطر الشعري و التفعيلة، مع التنويع في القافية و الروي...
3ـ مثال للانزياح:
يقول
الشاعر أدونيس:
نامت يدي، نامت عروق
يدي
و تثاءب الملل.
فالشاعر هنا ربط بين فعل النوم الذي يقتضي أن يكون فاعله كائنا حيا مستقل الإرادة، و بين اليد و هي مجرد عضو من أعضاء الجسم، كما أسند فعل النوم لعروق اليد المتحركة، و في ذلك انزياح عن المألوف، فالأصل أن يقول:
شُلَّت حركةُ يدي.
أي أن الشاعر خلخل توقعات القارئ، مما دفعه إلى اختزال هذه المسافة بواسطة التأويل حتى يعيد للكلام انسجامه، وذلك باستحضار سياق القول، وهو الشعور بالاغتراب و الضياع في وطنه، فالشاعر ينزاح عن اللغة العادية.