اسم الفاعل، وصيغ المبالغة: تعريفهما وصياغتهما، وأوزانهما، مع التطبيق
1ـ تعريف اسم الفاعل
أمثلة للتأمل
المجموعة الأولى:
أَيْ
بُنَيَّ، كُنْ حَامِدًا أَنْعُمَ
الله، قَائِلًا الْخَيْرَ، حَافِظًا وُدَّ
أَصْدِقَائِكَ، وَاصِلًا
رَحِمَكَ، قَنُوعًا بِمَا فِي يَدِكَ، زَاهِدًا فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، تَعِشْ عَزِيزًا كَرِيمًا...
المجموعة
الثانية:
أَيْ بُنَيَّ كُنْ مُسْتَعِينًا بِاللهِ فِي كُلِّ أَعْمَالِكَ، مُتَرَفِّقًا بِالضُّعَفَاءِ، مُغِيثًا الْمَنْكُوبِينَ، مُؤَدِّيًا وَاجِبَكَ نَحْوَ رَبِّكَ وَوَطَنِكَ وَوَالِدَيْكَ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ، تَفُزْ بِالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
ملاحظة وتحليل:
فالكلمات المكتوبة باللون
الأحمر في المجموعة الأولى: "حَامِد ـ قَائِل ـ وَاصِل ـ زَاهِد..." عبارة عن أسماء
مُشتقّة. وقد جاءت على وزن "فَاعِل"، ودلّت على من قام
بالفعل، وأفعالها ثُلاثيّة: حَمِدَ ـ قَالَ ـ وَصَلَ ـ زَهِدَ...
والأمر نفسه بالنّسبة لكلمات
المجموعة الثّانية، فهي أسماء مشتقّة كذلك،
إلّا أنّها لم تأت على وزن "فَاعِل"، بل جاءت مبدوءة
بميم، ومكسور ما قبل آخرها، لأنّها
اشتقّت من أفعال غير ثُلاثيّة: أغاث ـ استعان ـ ترفّق ـ أدّى.
استنتاج: اسم الفاعل اسم
مشتقّ يدلّ على من
وقع منه الفعل، أو قام به.
2 ـ أوزان اسم الفاعل وصياغته
أـ الفعل الثّلاثي: يصاغ على وزن فَاعِل، مثل: نَامَ ـ نَائِمٌ، وقَضَى ـ قَاضِي...
ب ـ الفعل غير الثلّاثي: يصاغ باتّباع ثلاث خطوات هي:
1ـ الإتْيان بمضارع الفعل، مثل: قَاوَمَ ـ يُقَاوِمُ؛
2ـ إبدال حرف
المضارعة ميما مضمومة، مثل: مُقَاوِم؛
3ـ كسر الحرف الذي قبل الآخر، مثل: مُقَاوِمٌ؛
مثال آخر: أَخْرَجَ ـ يُخْرِجُ ـ مُخْرِج ـ مُخْرِجٌ/ اِسْتَنْتَجَ ـ يَسْتَنْتِجُ
ـ مُسْتَنْتِج ـ مُسْتَنْتِجٌ.
استنتاج: يُصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثّلاثي على صورة مضارعه، مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، وكسر ما قبل آخره.
3 ـ صيغ المبالغة وأزانها
أ ـ تعريفها:
صيغة المبالغة هي اسم مشتقّ، يدلّ على من وقع منه الفعل بكثرة. فهي تفيد الكثرة والزّيادة، مع ما
يفيده معنى اسم الفاعل.
ب ـ أوزانها:
يُحَوَّلُ اسمُ الفاعل عند قصد المبالغة إلى إحدى صيغ المبالغة وهي
كثيرة، منها خمس صيغ قياسيّة هي:
ـ فَعَّالٌ، مثل: قَتَّالٌ؛
ـ فَعِيلٌ، مثل: رَحيمٌ؛
ـ مِفْعَالٌ، مثل: مِسْعَارٌ؛
ـ فَعُولٌ، مثل: غَفُورٌ؛
ـ فَعِلٌ، مثل: حَذِرٌ.
ولها صيغ سماعية لا يُقاس عليها، مثل: فعّيل ، فعّالة، فُعُّول، مِفْعيل، فُعّال...؛
ج ـ شروطها:
لا تُصاغ المبالغة إلا من مصدر الفعل الثّلاثي المتعدّي التّام التّصرّف، إلّا صيغة فَعّال فيجوز صياغتها قياسا من اللازم والمتعدّي، نحو: ضحّاك.
4ـ عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة
يعمل اسمُ الفاعلِ عملَ فعله، فإن كان الفعل لازما اكتفى اسم الفاعل برفع فاعله، مثل:
المجتهدُ ولدُه محظوظٌ؛ فـ "ولدُ" فاعل اسم الفاعل "المجتهد".
وإن كان الفعل متعدّيا رفع اسم الفاعل الفاعلَ، ونصب المفعولَ به، مثل:
ما مكرمٌ أخوك صديقَه؛ فـ"صديقَ" مفعول به لاسم الفاعل "مكرم".
5 ـ شروط عمل اسم الفاعل
لعمل اسم
الفاعل شرط من شرطين:
أـ أن
يقترن بـ "ال" التعريف، فيعمل مطلقا(في الماضي والحال
والمستقبل)، مثل: الكاتبون دُرُوسَهُمْ مجتهدون، والعارفُ حقيقتَه ذكيٌّ.
ب ـ و إن
لم يقترن بـ "ال" وجب أن يكون:
ـ بمعنى
الحال أو الاستقبال، مثل: كُنْ حَامِدًا أنعمَ اللهِ ـ وجدتَه ذاكِرًا جميلَكَ.
ـ أن يُسبق
بنفي، مثل:
ما ناكرٌ فَضْلَكَ إِلَّا لَئِيمٌ.
ـ مسبوقا
باستفهام، مثل:
هَلْ دَاخِلٌ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤِمِنٌ؟
ـ مبتدأ هو
خبر له، مثل:
أنتمْ حافِظُونَ الدَّرْسَ.
ـ مسبوقا
بنداء، مثل:
يا مجيبا دعوةَ المضطر إذا دعاه.
ـ مسبوقا
بموصوف هو صفة له أو حال له، مثل: كَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ ـ جاء الرّجُلَ حاملا خَبَرًا.
6ـ عمل صيغ المبالغة وشروط ذلك:
تعمل صيغ
المبالغة عمل اسم الفاعل وبشروطه، نحو:
ـ وجدته حَمَّادًا أَنْعُمَ اللهِ: فـ "أنعُمَ" مفعول به لصيغة المبالغة
"حمّادًا"، لدلالتها على الحال؛
والسَّتَّارَ أَخْطَاءَكَ: فـ "أخطاءَ" مفعول به لصيغة المبالغة
"السّتّارَ"، لاقترانها بـ
"ال".
ـ الْعَاقِلُ صَدُوقٌ قَوْلُهُ: فـ "قولُ" فاعل لصيغة المبالغة "صدوقٌ"، لأنها مسبوقة بمبتدأ هي خبر له.
