من قيم الإسلام، تحليل نص قرآني: الملاحظة، والفهم، والتحليل، والتركيب
تأطير النص
ـ تعريف القرآن الكريم:
لغة: هناك قولان، الأول: أن القرآن اسم علَم على كتاب الله، ليس مشتقا؛
والثاني: أنّ لفظ القرآن مشتقّ من مادّة الفعل "قرأ"، التي تَعْني تَفَهَّم
وتَدَبَّر وتَعَلَّم...، وتَعْني كذلك القرء؛ أي الضّمّ والجمع، ومنه القول: قرأت الشّيء؛ فهو قرآن؛ أي ألّفت
بينه، وجمعت بعضه إلى بعض، وأُطلق
اسم القرآن على كتاب الله -تعالى-؛ لأنّه يُؤَلّف بين السّور، ويضمّ
بعضها إلى بعض. يقول تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُرْآنَهُ)،[17]، سورة القيامة.
أما اصطلاحا، فالقرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ،
المُعْجِزِ بلفظه، المُنَـــزَّلِ على الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، بواسطة
الملك جبريل عليه السّلام، والمنقولِ بالتّواتر، والمتعبَّدِ بتلاوته؛ ليكون دستورا للأمّة الإسلاميّة، وحُجَّة على صدق الرّسالة والنّبوّة.
ـ مصدر النص:
النّص مُقتطف من سورة القصص، وهي سورة مكّيّة(ماعدا الآيات من 52 إلى
55 فمدنية)؛عدد آياتها 88
آية، وترتيبها في المصحف 28، سميت بالقصص، لوقوع لفظ القصص فيها عند قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ﴾، (القصص، الآية 25). وورود قصة موسى عليه
السلام مفصّلة وموضّحة
منذ ولادته إلى حين تكليفه بالرّسالة.
ملاحظة النص:
المجال الذي ينتمي إليه
النص: ينتمي هذا النص إلى مجال القيم
الإسلامية.
ـ نوعية النص: النّص عبارة عن نص قرآني، مأخوذ من كتاب الله عز وجل.
ـ الفرضية: من خلال الملاحظة البصريّة (الخطّ العثماني)، وقراءة بداية النّص القرآني ونهايته، وكذا بعض المشيرات اللغوية، نفترض بأنّ النّص عبارة عن نص
قرآني ينتمي إلى مجال
القيم الإسلاميّة، ويدعو إلى التمسّك
بعدد من القيم الإسلاميّة الفاضلة
كالصّبر والكرم والعفّة والمروءة، كما ينقل
إلينا قصّة النّبي موسى عليه السّلام، بعد توجّهه إلى مدين.
فهم النص
الإيضاح اللغوي:
تِلْقاء مَدْيَنَ: ناحية مدين.
أُمَّة: جمع كبير من الناس.
سَوَاءَ السَّبيل: الطّريق الصّحيح.
وَرَدَ الماء: بلغه، ووصل إليه.
تَذُودَانِ: تحبسان الغنم وتمنعانها عن ورود الماء.
حَتّى يُصْدِرَ الرِّعُاءُ: حتى ينصرف الرّعاة، ويرجعوا
بمواشيهم.
تَوَلَّى إلى الظِّلِّ: آوى إليه.
لا عُدْوَانَ عَلَيّ: لا تبعة عليّ، ولا طلب في الزّيادة.
أُنْكِحُكَ إِحْدَى ابْنَتَيّ: أزوّجك إحداهما.
الحِجَج: مفردها حجّة، وتعني السّنوات.
أَشُقَّ عَلَيْك: أتعبك، وأرهقك.
الحدث الرئيس:
يستعرض
النّص القرآنيّ قصّة النّبيّ موسى عليه السّلام عندما توجّه إلى مدين، ومساعدته
للفتاتين في سقي الغنم، ومكافأة الشّيخ له على مروءته وأخلاقه الفاضلة.
أحداث النّص:
ـ توجّه موسى عليه السّلام إلى مدين، وعدم معرفته
للطّريق؛
ـ وصول موسى إلى مدين، ومساعدته لامرأتين عاجزتين عن سقي
غنمهما؛
ـ استدعاء والد الفتاتين لموسى عليه السّلام قصد شكره
ومكافأته على صنيعه، باستئجاره لرعي غنمه، وتزويجه إحدى ابنتيه.
التحليل
المعجم في النص:
يهيمن على النّص الحقل الدّيني الخاصّ بالقيم الإسلاميّة، ومن الألفاظ والعبارات الدّالة عليه نذكر: سقى لهما ـ استحياء ـ يجزيك ـ الأمين ـ الصّالحين...
ـ الشخصيات:
الخصائص الأسلوبية:
ـ السّرد: من خلال استعمال زمن الماضي، مثل: توجّه
ـ قال ـ ورد...
ـ الحوار: من خلال توظيف الفعل "قال": قالت ـ قال ـ قالتا...
ـ الوصف: باستعمال الأوصاف والنّعوت، مثل: أبونا شيخ
كبير ـ القويّ الأمين ـ تمشي على استحياء...
التركيب:
من خلال دراستنا للنّص القرآني السّابق، نستنتج أنّه سرد لنا قصّة من أشهر قصص الأنبياء، وهي قصّة
النّبيّ موسى عليه السّلام الّتي
تدعو إلى الإيمان بالله عزّ وجلّ، والإيمان بالقضاء والقدر. وتُجسِّد
مجموعة من القيم الإسلاميّة الفاضلة، كالمروءة، والعفّة، والحياء، والأمانة، والشّكر، والمساعدة، والصّدق،
والتضامن، ومبادلة الإحسان بالإحسان، والإيمان بالله...، وغيرها. فضلا عن إبراز
مكانة المرأة، فهي عاملة، ومشاركة في
الإنتاج، ولها رأي في المجتمع، وتتصف بالعفّة والحياء...