التشبيه: تعريفه، وأركانه، وأنواعه، ووظائفه حسب الخطابات الشعرية
1 ـ تعريف التشبيه:
التشبيه صورة
شعرية تقوم على أساس المشابهة، و معنــاه الجمع بين شيئين أو عنصرين
لاشتراكهما في صفة أو أكثر. نقول مثلا :
«الجنديّ كالأسد
شجاعة»
هنا شبهنا جنديّا يتصف بالشجاعة بالأسد.
لأن الأسد هو الذي يحمل صفة الشجاعة.
مثال آخر:
«الفتاة مثل الغزالة جمالا و رشاقة »
هنا شبهنا الفتاة التي تتصف بالجمال و الرشاقة بالغزالة، لأن الغزالة هي رمز هاتين الصفتين.
2 ـ أركان التشبيه
يقول الشاعر:
«أنـــــت كــــالليـث في الشجاعة و الإقـ
ــــدام و السيف في قراع الخطوب»
فالشاعر يشبه ممدوحه (أنت) بالليث لاشتراكهما في الشجاعة، و يشبهه
بالسيف لاشتراكهما في القوة
و الصلابة.
إذن
فللتشبيه أربعة أركان هي:
- المشبه؛
- المشبه به؛
- أداة التشبيه؛
- وجه الشبه.
3 ـ أنواع التشبيه حسب الأداة:
ينقسم التشبيه حسب الأداة
إلى نوعين هما:
أـ المرسل: هو الذي تُذكر فيه الأداة، مثل:
كأن أخلاقـك في لطفها زرقـــة فيها نسيم
الصباح
ب ـ المؤكد: هو الذي تُحذف فيه الأداة، مثل:
أنــت نــجــم في رفعة
و ضياء تجتليك العيون شرقا و غربا
4 ـ أنواعه حسب وجه الشبه:
و حسب
وجه الشبه ينقسم كذلك إلى نوعين هما:
أـ المفصل: هو الذي يذكر فيه وجه الشبه، كالمثال السابق:
أنت نجم في رفعة و
ضياء تجتليك العيون شرقا و غربا
ب ـ
المجمل: هو الذي
يحذف فيه وجه الشبه، كقول الشاعر ابن المعتز:
و كأن الشمس المنيرة ديـــ ـــنار جلته حدائد الضراب.
إذا كان
التشبيه مؤكدا و مجملا يسمى بليغا، لأن الحذف في اللغة العربية من
علامات البلاغة
و قوة المعنى، و هو أكثر
بلاغة و تأثيرا من
التشبيه التام.
«الرجل ثعلب»
و إذا
كان التشبيه مفصلا و مرسلا يسمى تاما، أي أنه ذكرت جميع أركانه.
«رجل كالثعلب مكرا»
5ـ وظائفه حسب الحركات الشعرية:
التزيين لدى إحياء النموذج والتعبير لدى سؤال الذات، والإيحاء لدى تكسير البنية وتجديد الرؤيا.