1 ـ تعريف التوازي:
التوازي هو تناظر،
و تشابه، و تماثل بين الكلمات في بيت، أو مجموعة من الأبيات. و يتمثل في تقسيم
البنية اللغوية للجمل الشعرية إلى عناصر
متشابهة في الطّول و النّغم، فهو علاقة تماثل، تتم على مستوى لغوي أو أكثر، بين
طرفين فصاعدا.
فإذا تأملنا البيت التالي للشاعر البارودي:
قَــؤُولٌ وَ أَحْلَامُ الرِّجَالِ عَوَازِبُ ⌂ صَؤُولٌ وَ أَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِــرُ
صَؤُولٌ وَ أَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِـــرُ ⌂ قَــؤُولٌ وَ أَحْلَامُ الرِّجَالِ عَوَازِبُ
سنلاحظ إذن أنّ كلّ كلمة في الشّطر الأوّل توازيها نحويّا و صرفيّا كلمة في الشّطر الثّاني. و قد ساهم هذا التّوازي في خلق نغمة إيقاعية تميل إليها النّفوس؛ كما أنّ بين الشطرين توازيا تركيبيا.
2 ـ أنواع التوازي:
أـ التوازي التام: هو التوازي الذي يأتي بين جميع كلمات الشطرين أو البيتين كما في المثال السابق، فكل كلمة لها كلمة تناظرها و تماثلها نحويا و صرفيا، و كل شطر يناظر الآخر تركيبيا.
ب ـ
التوازي النسبي: و هو التوازي
الذي يكون بين بعض الكلمات فقط و ليس جميعها، كما في المثال التالي:
فَكَمْ بَطَلٍ فَلَّ الزَّمَانُ شَبَاتَه ⌂ وَ كَمْ سَيِّدٍ دَارَتْ
عَلَيْهِ الدَّوَائِرُ
فالملاحظ هنا أن هناك
اختلافا في الجملتين الأخيرتين من كل شطر، حيث جاء الفعل متعديا، بينما جاء الفعل في الشطر الثاني لازما، إضافة إلى تأخير الفاعل في الشطر الثاني مراعاة للقافية و الروي، و بالتالي فليس هناك توازيا تاما،
أي أنه نسبي أو جزئي.
3 ـ أشكال التوازي:
يأخذ التوازي عدة أشكال هي:
1ـ الشكل
الأحادي: حين يقع بين شطري البيت الواحد،
كما في المثال السابق، و هو الأكثر استعمالا:
3ـ الشكل العمودي المقطعي: حين يأتي غالبا في أجزاء من البيت، كما في المثال
قَــؤُولٌ وَ أَحْلَامُ الرِّجَالِ عَوَازِبُ صَؤُولٌ وَ أَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِــرُ
2ـ الشكل
المزدوج: يكون بين بيتين أو أكثر، كقول
خليل مطران:
كَسِّرُوا الْأَقْلَامَ هَلْ تَكْسِيرُهَــا ⌂
يَمْنَعُ الْأَيْــــدِ أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَطِّعوا الأيْدِي هلْ تَقْطيعُهـــا ⌂ يمنع
الْأَعْيُنَ أن تَنْظُرَ شَـــزْرَا
أَطْفِئوا الأعْينَ هلْ إِطْفاؤُهــا ⌂
يمنع الْأَنْفاسَ أنْ تَصْعَدَ زَفْـرَا
التالي لأبي القاسم
الشابي:
ما أرقَّ الشبابَ في جسمِكِ الغـــضِّ ⌂ و في جيدِكِ البديعِ الثّميــنِ
و أدقَّ
الجمـــالَ في طرفِــكِ السّاهِي
⌂ و في ثغرِكِ الجميلِ
الحزينِ
و ألذَّ الحيـــــــاةَ
حين تغنـــــــــــــين ⌂
فأصغي لصوتك المحــزون
فالشاعر هنا حقق التوازي بين البيتين الأول و الثاني
صرفيا، و نحويا، و تركيبيا:
ما أفعل + المتعجب
منه + جار و
مجرور مقرون بالإضافة متبوع بالأوصاف.
4ـ مستويات التوازي:
للتوازي عدة مستويات نذكر منها: