تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه
recent
مشاركات ساخنة

تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه

تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه

تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه


تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه

تطبيق المنهجية في تحليل قصيدة سؤال الذات، الامتحان الوطني 2021، "أيتها الأشباح"، لعلي محمود طه


                                  الشعبة أو المسلك:............ المستوى: .............

                               امتحانات البكالوريا


                                                                       

                                            مادة:.....................................                             

                                            في: ............. بتاريخ: ..............

                                           الاسم العائلي للمترشح: ..............

                                          الاسم الشخصي: .......................

                                          تاريخ ومكان الازدياد: ................



                            امتحانات البكالوريا

                                            مادة: ..................................

       الشعبة أو المسلك: ....... المستوى: ........

                 التقدير المفسر للنقطة:.....................



اسم و توقيع المصحح (ة) :............................ المؤسسة:........................... التوقيع:................................


أولا: درس النصوص


          حركة سؤال الذات حركة شعرية ظهرت في العالم العربي مع مطلع القرن العشرين، وقد جاءت كرد فعل على تيار البعث و الإحياء الذي همش الذات الشاعرة؛ حيث حاولت رد الاعتبار لهذه الذات، وجعلها مصدرا للإلهام الشعري، فعبر شعراؤها عن هيامهم بالطبيعة والمرأة الحلم، ونفورهم من الواقع الإنساني، معتمدين في ذلك على خيالهم الواسع. كما حاولوا خلق شكل جديد خاص بتجربتهم .

    و قد ساهمت في ظهورها عدة عوامل نذكر منها: الاحتكاك الثقافي بالغرب، وصعود الطبقة البورجوازية، والتأثر بالقيم الليبرالية، إضافة إلى هشاشة البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بسبب الاستعمار الأوروبي... و غيرها. كما تأثر شعراؤها بالشعر الغربي خاصة الشعر الإنجليزي، و التراث الشعري العربي، علاوة عن الاطلاع على  الصوفية، و التأثر بالديانة المسيحية.

    و من  أهم  مدارس هذه الحركة نذكر: جماعة الديوان و من روادها: عباس محمود العقاد، وعبد الرحمان شكري، وإبراهيم عبد القادر المازني. ومدرسة الرابطة القلمية ومن روادها: جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة...، إضافة إلى مدرسة أبولو و من أبرز أعلامها: أحمد زكي أبو شادي، وإبراهيم ناجي، وأبو القاسم الشابي...، إضافة إلى  صاحب النص الشاعر علي محمود طه، وهو شاعر مصري، ويعتبر من أبرز رواد حركة سؤال الذات. و النص قيد التحليل عبارة عن قصيدة شعرية عمودية البناء تعتمد نظام الشطرين المتناظرين، مأخوذة من ديوان الشاعر علي محمود طه.

ـ ترى ما مضمون القصيدة؟ و كيف عبر الشاعر عن تجربته الشعرية؟

ـ و ما الوسائل اللغوية و الفنية التي وظفها الشاعر للتعبير عن تجربته؟ و ما وظيفتها؟

ـ و إلى أي حد استطاع هذا النص أن يمثل خصائص خطاب سؤال الذات؟

     من خلال الملاحظة البصرية، و قراءتنا للعنوان (أيتها الأشباح) و بداية النص ونهايته، و كذا بعض المؤشرات الدالة: لم أقبلتِ ـ وحشتي ـ ليلا ـ وحدتي ـ الأشباح ـ اتركيني...، نفترض أن النص عبارة عن قصيدة شعرية عمودية البناء تعتمد نظام الشطرين المتناظرين، و وحدة القافية و الروي، موضوعها دعوة الشاعر الأشباح للرحيل عن بيته، و تعبيره عن وحشته ومعاناته؛ تنتمي لحركة سؤال الذات.

 

         يستهل الشاعر علي محمود طه قصيدته بتساؤله عن سبب زيارة الاشباح له ليلا، مع دعوتها إلى الرحيل، و تركه وحيدا في وحشته و وحدته؛ لينتقل بعد ذلك إلى وصف مأواه في الحاضر الذي تحول إلى طلل كئيب يبعث الحزن و السأم في نفسه، ليقارن بين حال مأواه في الحاضر، و ما كان عليه في الماضي من حياة و طبيعة جميلة تبعث الراحة والسعادة، أما في الحاضر فقد أصبح مصدرا للكآبة و السأم والمعاناة، بعد موت العندليب، و ذبول الأزهار و تمزقها بسبب الرياح القوية، مبرزا بذلك الاختلاف بين فصلي الربيع الذي يبعث السعادة، وفصل الخريف الذي يبعث الحزن والملل؛ ليختم قصيدته بالتحسر على ما آل إليه مأواه من وحشة و كآبة، مصرا على رحيل الأشباح، التي زادت من معاناته و كآبته.

     و بناء على القراءة الأفقية للقصيدة يمكن تقسيم معجم  النص إلى ثلاثة حقول دلالية هي: حقل دال على الذات الشاعرة، و من الألفاظ و العبارات الدالة عليه نذكر : إليّ ـ بابي ـ وحشتي ـ مكاني ـ وحدتي ـ مأواي...، و حقل  دال على الأشباح، و من الألفاظ و العبارات الدالة عليه نجد: أقبلتِ ـ أيتها الأشباح ـ امضي ـ اسلمي ـ نزلتِ ـ لا تطيلي... ؛ و حقل دال على الطبيعة، و من الألفاظ و العبارات الدالة عليه نذكر: الفيافي ـ روض ـ زهر ـ طير ـ الربيع ـ البرد ـ الرياح...، و العلاقة بين هذه الحقول هي علاقة تنافر و تباعد بين الذات الشاعرة و الأشباح، و علاقة ترابط و توافق بين الذات الشاعرة و الطبيعة؛ مع هيمنة الحقل الدال على الذات الشاعرة.

     و قد وظف الشاعر معجما سهلا تقترب لغته من لغة الحديث المألوف، يهيمن عليه المعجم الوجداني، و مثال ذلك: وحشتي ـ وحدتي ـ الكئيب ـ بهجة...، الشيء الذي يبرز رغبة الشاعر في تجديد وسائله التعبيرية، و تجاوز لغة إحياء النموذج.

    و قد جاءت القصيدة عمودية البناء، معتمدة على نظام الشطرين المتناظرين، و وحدة القافية و الروي. كما اعتمد الشاعر على إيقاع خليلي، حيث نظم قصيدته على إيقاع بحر الخفيف، كما يظهر من خلال التقطيع التالي:

لمَ أقْبلْتِ في الظّلامِ إِلَيَّ؟    و لماذا طرقْتِ بابي لَيْلا؟

لمَأقْبلْ  تِفظْظَلا مِإِلَيْـيَ؟     و لماذا  طرقْتِبا بِيَــلَيْـلا؟

ااا0ا0  اا0اا0  ااا0ا0     ااا0ا0   اا0اا0  اا ا0ا0

فَعِلَاتُنْ مُتَفْعِ لُنْ فعلاتنْ     فعلاتنْ  متفْع لنْ فَعِلَاتُنْ

    أما القافية فقد جاءت مطلقة موصولة بالألف، مجردة من الردف و التأسيس، و هي كالتالي: (لَيْلَا ا0ا0). بينما الروي فهو حرف اللام، و قد جاء ممدودا، تعبيرا عن امتداد معاناة الشاعر و استمرارها.

    و قد اعتمد الشاعر على ظاهرة التدوير، من أجل التعبير عن أحاسيسه و مشاعره الممتدة، و نجدها في الأبيات التالية: 2ـ 6 ـ7ـ11ـ 15ـ 16.

     كما نلاحظ أن الشاعر علي محمود طه قد استطاع خلق نغمة إيقاعية داخلية تناسب مضمون القصيدة، من خلال تكرار بعض الصوامت، مثل: اللام و التاء و الفاء و الهاء والنون...، وأغلبها صوامت مهموسة تناسب موضوع القصيدة، إضافة إلى تكراره لبعض الصوائت، كالكسرة، و الياء، و الألف...، مما سمح للشاعر للتعبير عن انكساره و معاناته، و امتداد تلك المعاناة، علاوة عن تكراره لبعض الكلمات، مثل: دعيني ـ الموت ـ الليل ـ فامضي ـ كان...، و هي كلمات تلخص لنا مضمون القصيدة و تجربة الشاعر...، فضلا عن تكراره لبعض العبارات، مثل: "أيتها الأشباح" ـ "لا تطيلي الوقوف"...

    و اعتمد الشاعر على خاصية التوازي الإيقاعية، و مثالها في البيت الثالث: "اتركيني في وحشتي"/ "دعيني في مكاني"، و هو توازي أحادي، و نسبي، جاء على المستويين النحوي و التركيبي...

    و قد أدى الإيقاع وظيفة تعبيرية، و جمالية، حيث ساهم في التعبير عن تجربة الشاعر الوجدانية، و ما عاشه من كآبة و ملل و سأم، كما أضفى نغمة موسيقية على القصيدة...

      و من أجل  تصوير الشاعر لتجربته الشعرية فقد عمد إلى توظيف بعض الصور الشعرية النابعة من التجربة الذاتية للشاعر، و التي اعتمد فيها على التشخيص و المجاز، كالاستعارة التي وظفها بكثرة، ومثالها البيت الأول، حيث استعار الشاعر خاصية إنسانية وهي طرق الباب، و أسقطها على الأشباح، فالمستعار منه محذوف، و المستعار له هو الأشباح، و الجامع هو المفاجأة و الزيارة، و هي استعارة مكنية؛ و في البيت الخامس حيث أسقط خاصية العبْس و الحزن على الطلل...؛ إضافة إلى التشبيه و مثاله البيت الخامس، حيث شبه  الشاعر مأواه بالطلل، فالمشبه هو مأوى الشاعر، و المشبه به هو الطلل، والأداة محذوفة، و وجه الشبه هو الوحشة و الغربة و الحزن، و هو تشبيه مؤكد ومفصل.

    و وظيفة هذه الصور تعبيرية، جاءت كصورة واحدة لخصت لنا تجربة الشاعر و عبرت عن معاناته و وحدته و كآبته و ملله. فضلا عن استعانته بأدوات تعبيرية جديدة كالتجسيد في البيت السادس حيث أسند الحزن للبهو، و جعل للأشباح عينين؛ إضافة إلى الأنسنة من خلال إضفاء خصائص إنسانية على الأشباح.

    أما فيما يخص الأساليب فنلاحظ أن الشاعر زاوج بين الأسلوبين، الخبري، مثل:"ذاك مأواي ـ قد نزلت..."، و وظيفته الإخبار بمعاناة الشاعر و وحشته و كآبته، و الإنشائي كالأمر، و مثاله: "فامضي ـ اتركيني ـ دعيني ـ ابرحي..."، و الاستفهام، و مثاله: "لمَ أقبلتِ...؟ ـ لماذا طرقت...؟ "، إضافة إلى النداء، مثل: "أيتها الأشباح"، والنهي، مثل: "لا تطيلي..."، و وظيفة هذه الأساليب هي التأثير في المخاطب، و الإفصاح عن معاناة الشاعر و ملله في مأواه...

    و قد  استعمل الشاعر بعض المحسنات البديعة كالطباق، مثل: بهجة ≠≠ كئيـــــب، والحياة ≠≠ الموت، و هو طباق إيجاب؛ و الجناس مثل: زهر/هزار، و ظلا/ أطلا، و هو جناس نسبي، و وظيفتها التعبير عن تجربة الشاعر الذاتية، و ما عاشه من معاناة و كآبة و ملل...

    أما بالنسبة للضمائر فنلاحظ هيمنة ضمير المتكلم الذي يعود على الشاعر باعتباره مركز التجربة الشعرية، و ضمير المخاطب، و يعود على الأشباح باعتبارها الطرف الثاني في التجربة.

   أما فيما يخص زمن الأفعال فنلاحظ هيمنة زمن الأمر، لأن الشاعر يتمنى أن تزول معاناته و كآبته، فكان يأمر الأشباح بالزوال؛ إضافة إلى زمن الماضي، لأن الشاعر وصف مأواه في الماضي.

 

           من خلال تحليلنا للنص السابق نستنتج أن الشاعر علي محمود طه أراد أن يصف معاناته النفسية و ما عاشه من كآبة و ملل و سأم في مأواه، بعد انقضاء فصل الربيع، حيث استهل قصيدته بمخاطبته للأشباح عن سبب قدومها ليلا، ثم انتقل إلى دعوتها للرحيل و تركه وحده، ليصف مأواه الكئيب، الذي كان ينبض بالحياة في فصل الربيع. ليختم قصيدته بتجديد دعوته للأشباح بالرحيل.

    و قد نجح في ذلك باعتماده على نظام الشطرين المتناظرين، و وحدة القافية و الروي، و اتباعه لإيقاع خليلي، حيث نظم قصيدته على وزن قديم و هو بحر الخفيف، كما وظف ظاهرة التدوير، إضافة إلى توظيفه لمجموعة من الصور الشعرية ذات الوظيفة التعبيرية كالتشبيه و الاستعارة، و توظيفه لأدوات تعبيرية جديدة كالأنسنة و التجسيد و الخيال...، وبعض المحسنات البديعية كالطباق و الجناس...، علاوة عن توظيفه لمعجم سهل...، فضلا عن مزاوجته بين الأسلوبين الخبري و الإنشائي... 

    و كل هذه الاستنتاجات تؤكد لنا صحة الفرضية السابقة بأن النص عبارة عن قصيدة شعرية عمودية البناء اعتمدت نظام الشطرين المتناظرين و وحدة القافية و الروي، كان  مضمونها دعوة الأشباح للرحيل، و وصف معاناة الذات الشاعرة في الواقع، و ما أصابها من كآبة و ملل بعد انقضاء فصل الربيع، تنتمي لحركة سؤال الذات 

   و قد نجح الشاعر إلى حد ما في تمثيل حركة سؤال الذات  خاصة على مستوى  المضمون، فعلى مستوى الشكل اعتمد الشاعر بنية القصيدة القديمة  القائمة على نظام الشطرين المتناظرين و وحدة القافية الروي، كما اعتمد على إيقاع خليلي بنظمه على بحر الخفيف، الشيء الذي يبرز عدم تمكن شاعر سؤال الذات من خلق شكل جديد خاص بتجربته؛ كما استعمل معجما سهلا، و صورا شعرية ذات وظيفة تعبيرية، إضافة إلى توظيف أدوات تعبيرية جديدة كالتجسيد و الأنسنة...؛ أما على مستوى المضمون فقد تميزت بالوحدة الموضوعية، و اعتماد مضامين جديدة بالتركيز على الذات الشاعرة، من خلال التعبير عن الوجدان و الأحاسيس و المشاعر...





author-img
موقع عالم اللغة العربية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent