المنهج التاريخي: تعريفه وعوامل ظهوره وخصائصه ورواده
1ـ تعريف المنهج
لغة: الطريق و السبيل، و اصطلاحا: هو مجموع القواعد العامة
والخطوات والقوانين المنظمة التي تحكم عمليات العقل خلال البحث والنظر في مجال
معين، فهو إطار نظري يستند إليه الناقد في
قراءة النص الأدبي وفق خطوات و مبادئ مضبوطة. وقد تنوعت المناهج النقدية في التعامل مع الظاهرة الأدبية تبعا لتنوع شروط
إنتاجها، و يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقطاب هي:
2ـ أنواع المناهج النقدية
أـ المناهج الخارجية: تركز في تفسيرها للنص الأدبي على مؤثرات النص الخارجية وتشمل:
q ـ المنهج التاريخي: يربط الظاهرة الأدبية بالعصر و الأحداث التي عاصرها النص.
q ـ المنهج الاجتماعي: يُفسر الظاهرة الأدبية عن طريق ربطها بالبيئة والمجتمع.
q ـ المنهج النفسي: يُركز على نفسية المبدع وحياته الشخصية في تفسير الظاهرة
الأدبية.
ب ـ المناهج الداخلية: تُركز على الوصف الداخلي للنص باعتباره بنية مغلة مكتفية بذاتها، وتشمل: المنهج البنيوي ـ المنهج الشكلي ـ المنهج الأسلوبي ـ المنهج الموضوعاتي ـ المنهج السيميائي...
ج ـ نظرية التلقي: تركز على المتلقي في قراءتها للأعمال الأدبية. وقد شهدت تنوعا في قراءته.
3ـ تعريف المنهج التاريخي:
المنهج التاريخي
منهج نقدي تفسيري، أي أنه يفسر النص الأدبي
والظاهرة الأدبية
عن طريق ربطهما بالعصر والتاريخ الذي أفرزهما، والأحداث التي عاشها المبدع وأثرت في أدبه. فهو ينتمي
للمناهج الخارجية.
4ـ تاريخ و مكان ظهوره:
ظهر في أوروبا في
نهاية القرن الثامن عشر، وبداية القرن العشرين، مع مجموعة
من النقاد من أبرزهم الناقدان الفرنسيان "سانت بوف" و"هيبوليت تين"، هذا الأخير الذي ربط الأدب بالعصر والبيئة،
وركز على ثلاثة عناصر هي: العصر
والبيئة والعرق. فالعصر يدل عنده على اللحظة التاريخية المعيشة، أما العرق فهو الجنس الموروث الذي تتفاعل ضمنه الخصائص
الجسمية والسمات النفسية، أما البيئة فهي المحيط الاجتماعي
الذي أثر في المبدع والنص الأدبي.
5ـ
خصائصه:
يتميز المنهج التاريخي بكونه منهجا تفسيريا يفسر النصوص
الأدبية عن طريق ربها بالعصر والبيئة، فيفسرها تفسيرا تاريخيا اجتماعيا، من خلال
التعريف بسيرة الكاتب والأحداث التي عايشها ومدى تأثيرها في أدبه، فهو يعمل على إبراز الظروف التاريخية التي
أثرت في الإبداع، مهمشا بذلك الجانب الشكلي للنصوص.
6ـ تاريخ و عوامل ظهوره في العالم العربي:
انتقل المنهج التاريخي إلى العالم العربي في بداية القرن العشرين، نتيجة المثاقفة مع الغرب وانتشار
الصحافة، والترجمة، و كذا البحث عن نقد موضوعي(علمي)، و التأثر بالنقاد الغربيين...